أوضح الممثل الخاص للاتحاد الأوروبي لعملية السلام في الشرق الأوسط السفير مارك أوتي أن «الشكوك كثيرة في المنطقة في حظوظ نجاح استئناف المفاوضات من أجل إرساء السلام»، مشدداً على أهمية «التحدث ومحاولة كل ما هو ممكن على رغم الصعوبات من أجل الوصول الى ما تقتضيه العدالة والازدهار في هذه المنطقة». وأكد «إقامة علاقات وثيقة مع لبنان، والعمل سوية بروح الشراكة والمساواة». كلام أوتي جاء خلال جولته أمس في لبنان يرافقه وفد أوروبي، والتي شملت الرئيس ميشال سليمان ورئيس المجلس النيابي نبيه بري ورئيس الحكومة سعد الحريري ووزير الخارجية علي الشامي ورئيس «اللقاء النيابي الديموقراطي» وليد جنبلاط. وفي قصر بعبدا، أبلغ أوتي الرئيس اللبناني أن زيارته هي لاستطلاع الأوضاع في المنطقة. وتناول البحث العلاقات اللبنانية مع دول المنطقة وانعقاد هيئة الحوار الوطني اليوم، والأوضاع الداخلية والحاجة إلى تقوية الجيش ومساعدته بالعتاد من أجل الدفاع عن الوطن وضبط الأوضاع في الداخل. وبعد زيارته بري في عين التينة، أكد أوتي أن اللقاء كان «ممتازاً»، مشيراً الى أنه يتشاطر وبري «انشغالات الشعب اللبناني وآماله»، وقال: «نحن الى جانبه وخصوصاً في البرنامج الوطني المهم الذي وضعته الحكومة لا سيما لناحية ترجمة آمال السلام في المنطقة». وأكد أوتي أنه يدعم استئناف المفاوضات غير المباشرة، لافتاً الى أن «هناك شكوكاً كثيرة في المنطقة تتعلق بحظوظ النجاح»، وقال: «علينا ألا ننسى مطالب الشعب اللبناني وسنواصل إقامة علاقات وثيقة مع لبنان، ونعمل سوية بروح الشراكة والمساواة»، معلناً أن «الاتحاد الأوروبي وضع مع لبنان والمنطقة وسائل لتحقيق ذلك، ونعتقد أن الجانبين عليهما العمل بهذه الوسائل وان تكون فاعليتها في حدّها الأقصى». وعن الحوار الوطني اللبناني حول الاستراتيجية الدفاعية، رد أوتي: «لن أعلق على أمر سيحصل، لكنني التقيت رئيس الجمهورية وقال لي كيف يريد ان تسير الأمور. لقد عانى لبنان كثيراً في الماضي من الانقسامات الداخلية»، وتمنى «نجاح هذا الحوار الوطني الذي يأخذ في عين الاعتبار مصالح كل اللبنانيين، وهذا ليس مشكلة بل غنى، وأعتقد انه يمكن ان يكون مثالاً لما يمكن ان يحدث في المنطقة». وفي السراي الحكومية، قال أوتي: «أجريت للتو محادثات ودية للغاية وجوهرية مع رئيس الوزراء وأنا أستمع الى أصدقائنا اللبنانيين ومخاوفهم، ليس فقط بالنسبة الى ما يحدث في لبنان والعلاقات الثنائية لكن أيضاً بالنسبة الى القضايا الإقليمية وخصوصاً مفاوضات السلام التي ستكون لها بداية جديدة بين الفلسطينيين والإسرائيليين والتي تشكل مصدر قلق لجميع شعوب المنطقة ودولها»، مؤكداً: «لن ننسى أبداً أهمية ذلك بالنسبة الى لبنان واستقراره وأمن مواطنيه وأيضاً استقرار المنطقة». وأعلن أوتي أن زيارته تأتي «تحضيراً للزيارة التي ستقوم بها الممثلة الجديدة للسياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي السيدة أشتون التي ستكون هنا في وقت قريب»، مؤكداً «نقل رسالة شراكة ورسالة التزام. كما أننا نريد العمل مع شركائنا على قدم المساواة». وقال: «أمامنا فرصة وعلى الجميع تحمل مسؤولياتهم، وأنا واثق من أن الحكومة اللبنانية ستتحمل مسؤولياتها، ويمكنني ان اؤكد لكم أننا سنتحمل مسؤولياتنا». وفي وزارة الخارجية، بحث الشامي مع أوتي الأوضاع في المنطقة وتطورات عملية السلام. وأكد «الثوابت اللبنانية في هذا المجال وأهمية المبادرة العربية للسلام كونها تقدم اطاراً استراتيجياً وشاملاً للسلام في المنطقة وكونها ترتكز الى قرارات الأممالمتحدة ذات الصلة»، مشيراً الى «قيام الدولة الفلسطينية المستقلة وحق عودة اللاجئين الفلسطينيين اليها كمدخل لتحقيق السلام العادل والشامل ولحل الكثير من القضايا الشائكة في المنطقة وانسحاب اسرائيل من الأراضي اللبنانية والسورية المحتلة».