كشف تقرير لمنظمة "أوكسفام" مدى غياب المساواة الإجتماعية في المملكة المتحدة، إذ أن اغنى خمس عائلات في بريطانيا تمتلك ثروة تتجاوز ما يمتلكه الأكثر فقراً، الذين يشكلون 20 في المئة من المجتمع البريطاني، وسط دعوات من الجمعيات الخيرية لتعديل في النظام الضريبي. ودعت "اوكسفام" وزير المالية البريطاني، جورج اوزبورن، إلى اتخاذ خطوات جديدة في وجه التهرّب الضريبي وأجور معيشية، في تقرير يظهر أن مجموعة من الأثرياء، على رأسهم دوق ويستمنستر، يمتلكون ثروات مالية تساوي ما يمتلكه حوالي 12.6 مليون بريطاني معاً. وقالت "أوكسفام" في تقريرها الذي نشرته "الغارديان" البريطانية، إنه يتوجّب على الحكومة البريطانية دراسة إمكانية فرض ضريبة على الثروة بعد الكشف عن المساهمة التي تقدّمها للدخل. ويتمسّك اوزبورن باستراتيجية خفض العجز التي اعتُمدت منذ 2010، لكن الراجح أن يطلق حملة جديدة ضد التهرب الضريبي والتدابير التي تسمح للأجانب أصحاب العقارات ذات القيمة المالية المرتفعة في لندن، بتغطية تكاليف الخفض الضريبي للأسر العاملة. وذكرت "أوكسفام" في التقرير أن الأكثر فقراً في بريطانيا (20 في المئة) يمتلكون ثروة تقدّر ب 28.1 بليون جنيه استرليني، ما يعادل 2230 جنيه استرليني للفرد، بينما أظهرت أحدث قائمة للأغنياء نشرتها مجلة "فوربس" أن أغنى خمس عائلات في بريطانيا تمتلك عقارات وأموال بقيمة 28.2 بليون جنيه استرليني. وقال مدير منظمة "أوكسفام" للحملات والسياسة، بن فيليبس، إن "بريطانيا أصبحت دولة منقسمة اجتماعياً بعمق، مع نخبة ثرية تسعى لزيادة مداخيلها، في حين أن ملايين الأسر تكافح من أجل تغطية نفقاتها الضرورية". وأوضحت "اوكسفام" أنه للمرة الأولى تكون الأسر العاملة في حالة فقر أكثر من الأسر غير العاملة، وقدرت أن يزيد عدد الأطفال الذين يعيشون تحت خط الفقر، حوالى 800 ألف، بحلول 2020. وتأتي هذه الدراسة بعد تقرير سابق للمنظمة هذا العام، كشفت فيه أن ثروة 85 بليونير عالمياً تعادل ما يمتلكه حوالي نصف سكان العالم أي 3.5 بليون نسمة، ما دفع البابا والرئيس الأميركي باراك أوباما إلى وضع مسألة التفاوت الإجتماعي على سلّم الأولويات لعام 2014، في حين حذر "صندوق النقد الدولي" أن الفجوة المتنامية بين الأغنياء والفقراء تؤدي إلى "تباطؤ النمو العالمي".