قال مدير «مكتب التحقيقات الفيديرالي الأميركي» (أف بي آي) جيمس كومي، إن انتقاد أداء الشرطة ووصف أعمالها بالوحشية، هو سبب ارتفاع نسبة الجرائم في الفترة الأخيرة، بعدما أصبح عناصر الشرطة أقلّ «عدوانية وشراسة». وأضاف كومي في كلمة ألقاها في كلية الحقوق في جامعة «شيكاغو»، أن الاهتمام والضغط المتزايد على رجال الشرطة جعلاهم أقل عدوانية وجرأة من المجرمين. لكنه اعترف أنه لا يوجد حتى الآن أي بيانات تثبت صحة هذه النظرية، وأنها قد تكون مجرد واحدة من العديد من العوامل التي تساهم في ارتفاع الجريمة، مثل المخدرات، وارتفاع عدد المجرمين الذين أفرج عنهم من السجون. وأشعلت تصريحات السيد كومي التي جاءت مفاجئة، مشكلات كبيرة مع المسؤولين في وزارة العدل، وأظهرت عدم وجود تبادل لوجهات النظر في المستويات العليا في الدولة. وتقول الوزارة إنه جرت في السنوات الأخيرة مساءلة الشرطة عن انتهاكات الحقوق المدنية التي تعتبر أولوية قصوى في الوزارة. وفي تعليق لوزارة العدل قالت إن كبار المسؤولين لديها لا يعتقدون بأن هذه المساءلة للشرطة وعناصرها أدت إلى زيادة في الجريمة. وهناك خلاف حاد بين مسؤولي وزارة العدل و«أف بي آي» حول ما إذا كان هناك أي صدقية لما يسمى «تأثير فيرغسون»، الذي يشير إلى الاحتجاجات التي اندلعت في صيف العام 2014 في مدينة فيرغسون، ولاية ميزوري، بعد إطلاق الشرطة النار على المحتجين اثر مقتل شاب اميركي من اصل افريقي على يد الشرطة. وفي أوكلاند، كاليفورنيا، على سبيل المثال، سجل معدل جرائم القتل ارتفاعاً بعد عامين من التراجع. ورد قائد شرطة أوكلاند شون وينت بالقول إن «معدل الجريمة في شكل عام هو نفسه تقريباً، وأن العناصر لدينا يقومون بعملهم في شكل جيد، لكن الأجواء الحالية حساسة جداً، ولم أر أي دليل يخولنا القول إن عناصرنا لا يقومون بالعمل المطلوب». وقال الناطق باسم الشرطة في واشنطن اللفتنانت شون كونبوي إن «محاولة ربط ما يجري بتأثير فيرغسون، لا أعتقد بأنها مناسبة». وقالت قائد الشرطة في سياتل كاثلين أوتول، بعد أن اتهم مسؤولو وزارة العدل والحقوق المدنية قسم شرطة سياتل بالعنصرية والتمييز واستخدام القوة المفرطة "ان عدد نقاط الشرطة انخفض وزاد التحريض عليهم، والآن معدل الجريمة في تصاعد". وأضافت أنه «لم يكن هناك الكثير من التدقيق على رجال الشرطة مثلما يوجد الآن، لكن علينا أن نتقبل ذلك». وألقى مدير «أف بي آي» في شباط (فبراير) الماضي، خطاباً غير معتاد في جامعة «جورج تاون» حول «العلاقة الصعبة» بين الشرطة والأميركيين من أصل أفريقي، قال فيه إن عملية التدقيق في شكل وثيق على الأقليات يمكن أن تحل باستخدام اختصار عقلي بسيط، وهو أن «لا يقاوم الشخص الاعتقال، ولأن الرجال السود يقاومون الاعتقال، لذلك يتم القبض عليهم بمعدلات أعلى بكثير من الرجال البيض». وتشير بيانات سابقة جمعها متطوعون على الإنترنت، لا تتضمن كل جرائم القتل التي ارتكبها رجال «مكتب إنفاذ القانون» في «أف بي آي»، إلى أن عدد من تقتلهم الشرطة سنوياً يبلغ 1100 شخص. وترصد بيانات «أف بي آي» الوفيات الناجمة عن تصرفات رجال «مكتب إنفاذ القانون» أثناء أداء الخدمة، وكلها تقريباً تمت باستخدام أسلحة نارية صغيرة، لكن عدداً قليلاً من جرائم القتل تم باستخدام السكاكين. وتشير البيانات إلى أن الأشخاص الذين قتلوا وصفوا بأنهم مجرمون.