أكد المتحدث باسم الشركة السعودية للخطوط الحديدية (سار) سليمان الخويطر أن الشركة تواصل حالياً إجراء عمليات الاختبارات التجريبية، بما يشمل مسار السكة التي تربط العاصمة الرياض بمدينة القريات على الحدود الأردنية، بطول 1242 كيلومتراً، الذي اكتمل الشهر الماضي، إلى جانب أنظمة الإشارات والتحكم والمحطات، وقطارات الركاب التي ستصل بينها، وفي الوقت الحالي تتم تجربة القطارات للتأكد من قدرتها وكفاءة تجهيزاتها. وفي ما يتعلق بخط التعدين، فإن التشغيل متواصل منذ بداية تدشينه عام 2011، والكميات المنقولة عبر هذا الخط تجاوزت خلال هذا العام، على مستوى نقل خام الفوسفات، 2.3 مليون طن، وعلى مستوى البوكسايت تم نقل ما يزيد على 1.54 مليون طن، أما الطاقة الاستيعابية للرحلات، فهناك قطارات نهارية تتكون من قاطرتين و11 عربة، بسعة إجمالية قدرها 444 راكباً، وأما القطار الليلي الذي يتضمن مقصورات النوم فيتكون من قاطرتين و13 عربة، بسعة إجمالية قدرها 377 راكباً. وأكد الخويطر أن مشروع قطار الشمال مكون من تحالف ثلاث شركات بريطانية، مشيراً إلى أن الهدف من إنشاء الشركة عام 2006 كان الإشراف على تنفيذ مشروع خط حديدي وتشغيله وإدارته بالكفاءة اللازمة، ووفق معايير التشغيل الاقتصادية، وبحسب المقاييس العالمية في الأداء والسلامة. وعليه اعتمد مجلس إدارة الشركة خلال العام الماضي التوجه نحو الاستفادة من الخبرات العالمية المتخصصة في قطاع الخطوط الحديدية، لتحقيق هدفين أساسيين: الأول تقديم خدمات النقل لخطوطها كافة وفق أفضل المعايير العالمية المتبعة في الأداء والسلامة، والثاني: تحقيق فائدة نوعية للمملكة تتمثل بنقل تقنيات هذه الصناعة من خلال توطين مختلف وظائف هذا القطاع. وعليه أبرمت الشركة، بعد منافسة طرحتها بين تحالفات عالمية عدة، عقداً لإدارة التشغيل والدعم الفني لشركة «سار» الخاصة، بإدارة البنية التحتية لشبكتها وتشغيلها وفق معايير الأمن والسلامة المعتمدة عالمياً، إضافة إلى العمل على تمكين الكوادر البشرية الوطنية للشركة من تولي مهمات تشغيل وإدارة وصيانة مرافق هذا القطاع، عبر حزمة من النشاطات التي تتضمن التدريب على رأس العمل، وكذلك إرسال مجموعة من مهندسي الشركة وفنييها للعمل في مرافق الشركات أعضاء التحالف في بريطانيا مدداً تراوح بين ستة أشهر وسنة، لإكسابهم الخبرة والمعرفة اللازمة، وقد حرصت الشركة، في تصميم وتصنيع قطارات الركاب، مع الشركة المصنعة على مواكبة متطلبات وحاجات السوق السعودية من حيث حجم ونوع الطلب - على سبيل المثال للأسر - تم توفير ثلاث عربات في القطارات النهارية وعربتين في القطارات الليلية تحوي أماكن تمتاز بالخصوصية الكاملة، ومقصورات للنوم، إذ تتوافر ثلاث عربات لغرف النوم (ثماني غرف نوم لكل عربة، الغرفة تحوي أربعة أسرة نوم، إذ يمكن للمسافرين استخدامها غرفة للجلوس بسعة أربعة مقاعد)، ووفرت الشركة في كل قطار مكاناً مخصصاً للمسافرين لتأدية الصلاة فيه. وبالنسبة لخدمات الوجبات والتموين يوجد في كل قطار، سواء النهارية أم الليلية، عربة لتناول الوجبات. أما خدمات الترفيه فجميع القطارات تقدم للمسافرين كافة خدمة «واي فاي» يمكن من خلالها الوصول إلى نظام ترفيهي متكامل (مرئي ومسموع)، وتصفح الإنترنت. وفي الجانب التثقيفي بدأت الشركة ببرامج تعريفية عدة، تزامنت مع وصول أول قطارات الركاب إلى المملكة وإجراء مراحل التشغيل التجريبي له، بحيث أظهرت القطارات، والخدمات المقدمة فيها، وكذلك المحطات التي تمر بها. كما أن الفعاليات والبرامج التعريفية والتسويقية بالشركة وخدماتها ستنشط بشكل أكبر مع اقتراب «سار» من التشغيل الفعلي لخطي الركاب والبضائع. أما العوائد المالية من تشغيل قطارات الركاب والنقل فستعتمد بشكل أساس على حجم السوق وعدد المسافرين عبر هذا الخط، إضافة إلى أسعار التذاكر للركاب وتعرفة النقل للبضائع. وذكر الخويطر أن من الصعوبة تحديد أرقام العوائد المالية لهذين الخطين في الوقت الحالي، لكن الصورة ستتضح بشكل أكبر في المستقبل القريب مع انتهاء درس السوق الذي يقوم به قطاع التشغيل بالشركة، وكذلك تحديد الدولة أسعار التذاكر وتعرفة النقل للبضائع، مع العلم أن إقرار قيمة تذاكر السفر عبر هذا الخط، أو رسوم نقل البضائع، موضوع يتم اعتماده من الدولة، وفي الوقت الحالي يقوم صندوق الاستثمارات العامة، من خلال جهة استشارية متخصصة، بدرس كلفة النقل على مختلف الخطوط، واقتراح سعر تعرفة عادلة لكل خدمة لتقديمها لجهة الاختصاص والاعتماد.