يخشى بيم باهادور غورونغ المقيم في ملجأ موقت، منذ الزلزال الذي ضرب نيبال في نيسان (ابريل) الماضي، عدم التمكن من إعادة إعمار منزله قبل الشتاء نظراً إلى شح المحروقات الذي يمنعه من التزود بالمواد اللازمة لهذه المهمة. وبعد ستة أشهر على الزلزال الكبير الذي ضرب نيبال في 25 نيسان (ابريل) الماضي، بقوة 7.8 درجات وأودى بحياة 8900 شخص، كما دمر نصف مليون منزل، لا يزال الاف الناجين يعيشون داخل خيم أو ملاجئ موقتة ويعتمدون على المساعدات. إلا أن الحصار المفروض منذ أكثر من ثلاثة أسابيع على معبر رئيس بين نيبال والهند من جانب معارضين للدستور النيبالي الجديد يسبب نقصاً في المحروقات، ما يعيق توفير المواد الأولية اللازمة للسكان. ويسأل غورونغ وهو مزارع (43 عاماً) من قريته في مقاطعة سيندوبالشوك، احدى أكثر المناطق تضرراً بفعل الزلزال، «كيف يمكنني بناء منزلي في ظل عدم وجود الأسمنت وقضبان الحديد والسقف؟». ويقول «سكان القرية لا يزالون يعيشون في ملاجئ موقتة. لن تستطيع الصمود عند بدء تساقط الثلوج». وتؤكد منظمات غير حكومية أن الحصار يعيق على نحو كبير تقدم عمليات الإغاثة، كما أن المجموعات الأكثر تضرراً في المناطق النائية قد تفتقر للحد الأدنى من مستلزمات الصمود. ويشير برنامج الأغذية العالمي إلى أنه اضطر للتوقف عن توزيع المساعدات وتوفير ملاجئ الطوارئ ل224 الف ضحية جراء الزلزال بسبب هذا الشح في المواد الأولية. وفي هذا الاطار، تقول سيتاشما ثابا المسؤولة الاعلامية في برنامج الأغذية العالمي الذي ينسق الشؤون اللوجستية ل130 منظمة إنسانية إنه «بسبب أزمة المحروقات، لم نتمكن من تسليم سوى 40 في المئة من المساعدات اللازمة». وتؤكد ثابا أن «الوضع يتسم بصعوبة خاصة لأننا نخوض تحدياً مع الوقت لمد 84 الف شخص بالغذاء والمواد الأولية قبل بدء تساقط الثلوج»، في إشارة إلى سكان المناطق النائية في نيبال. وتلفت إلى أن مخزون المحروقات الخاص بالمروحيات المستخدمة من جانب برنامج الأغذية العالمي لم يعد يكفي سوى لأسبوع اضافي. ومنذ ثلاثة أسابيع، يقطع مئات المتظاهرين جسراً يعبر مدينة بيرغونج على بعد 90 كيلومتراً جنوب العاصمة كاتماندو وتمر عبره 60 في المئة من شحنات المحروقات في البلاد. وانتفض المتظاهرون المنتمون إلى أقلية ماديسي المتحدرون من المناطق الزراعية في جنوب البلاد، ضد تقسيم البلاد إلى مقاطعات فدرالية الذي من شأنه أن يؤدي في نظرهم إلى تهميش فئتهم. كذلك، شهدت المعابر الحدودية الأخرى تباطؤا في الحركة، وهو وضع تحمّل نيبال جارتها الهند مسؤوليته، إذ تعتمد نيبال بالكامل على الهند لايصال المحروقات. ويقول المدير العام المساعد لشركة «نيبال اويل كوربوريشن» النفطية، سوشيل باتاراي «إننا لا نكف عن الطلب من شركة النفط الوطنية الهندية استئناف تزويدنا بالمحروقات لكننا غير راضين عن الرد». ويضيف «حتى اللحظة، لم نحصل سوى على 10 في المئة إلى 15 في المئة من الواردات الاعتيادية»، موضحاً أن الشركة النفطية النيبالية أطلقت استدراج عروض في أوساط الشركات النفطية الدولية. وحض رئيس الوزراء النيبالي الجديد خاغدا براساد شارما اولي الاحزاب الممثلة لأقلية ماديسي على إنهاء حصارها والبدء بالتفاوض. الا أن هؤلاء يرفضون هذه الدعوة قبل تقديم الحكومة خطة ملموسة للاستجابة لمطالبهم. وهذا الحصار يؤثر على التزويد بالمواد اللازمة لاعادة الاعمار، إذ إن مستلزمات البناء عالقة على الحدود، ما يرغم الكثير من الشركات على الاقفال، بحسب غوفيند راج بوخاريل رئيس الهيئة الوطنية لعملية إعادة الاعمار الجارية حالياً في نيبال. ويقول غورونغ «الزلزال تسبب لنا بالكثير من الاضطرابات، وجاءت أزمة المحروقات لتعزيز مخاوفنا»، مبدياً أمله في «أن تجد الحكومة حلاً سريعاً وتهتم بنا قبل الشتاء»، لا سيما أن هذه الأزمة تحدث في أوج موسم الاعمار.