يعتقد المؤدون الصوتيون، مثل المغنّين والمؤذّنين في المساجد أو مُرتلي القرآن، أن تغطيتهم آذانهم بأيديهم تساعدهم على التحكم في أصواتهم في شكل أفضل. ويقول بروفيسور الغناء في معهد "أوبرلين" للموسيقى في الولاياتالمتحدة ريتشارد ميلر، أن "المغنين يسمعون أنفسهم في شكل أفضل إذا غطّوا آذانهم أثناء الغناء". ويضيف أن "غالبية المستفيدين من هذا التكتيك في الأداء الصوتي هم الذكور". ويوضح ميلر في كتابه "حلول المغنين: أدوات للمغنين والمعلمين"، أن "المؤدين الصوتيين الذين يلجأون إلى تغطية الأذُن، يكونون في حاجة إلى أن يسمعوا صوتهم في وضوح أكبر، إذ إنهم يحتاجون حدسياً إلى إضفاء بريق على صوتهم ونزع الثقل الصوتي منه". ويضيف ميلر أنه "حينما يُسأل المغنون حول تغطية آذانهم، يُجيبون بأنهم بذلك يستطيعون سماع صوتهم وهو أضخم وأعلى وأفضل، ما يجعل الغناء أسهل". لكن ميلر يحذّر في كتابه، من أن "تغطية الأذن تكون غالباً صديقاً خائناً للمغني، فالتكتيك لا يؤتي النتيجة المرجوة دائماً". ويوضح أن "تغطية الأذُن أثناء الأداء الصوتي، فعل يدل على إدراك المغني وجود اختلالات في الرنين في أذنه". ويتابع أنه "في حال تم تصحيح هذه الاختلالات، لن يحتاج المغني إلى تغطية أذنه". ويقول موقع "سكسسفل سينغينغ" المتخصص في الأداء الصوتي، أن "الأذن البشرية مصمَّمة لحجب جزء كبير من الصوت الذي نصدره بالفعل، ولهذا السبب يستغرب كثر عندما يسمعون صوتهم في تسجيل ما، لأنهم اعتادوا سماع صوتهم بعد فلترة أذُنهم له". ويقول محمد نور، وهو عضو في فرقة موسيقية تراثية: "يُغطّي المغنون آذانهم لأن ثمة عُرفاً بين المغنين يقول أنك إذا غطَّيت أُذُنك اليسرى وأصدرت صوتاً، تستطيع سماع نفسك كما يسمعك الآخرون".