أنهى الرئيس اللبناني ميشال سليمان زيارته المملكة العربية السعودية حيث التقى خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وكبار المسؤولين السعوديين أول من أمس، وعاد الى بيروت مساء أمس بعد أن تفقد ظهراً جامعة الملك عبدالله للعلوم والتكنولوجيا في جدة، وأكد في كلمة أمام الجالية اللبنانية ليل أول من أمس «ضرورة التنسيق بين لبنان والسعودية في المواقف لكون لبنان يمثل الدول العربية في مجلس الأمن»، فيما توج رئيس الحكومة سعد الحريري زيارته الكويت بلقاء أميرها الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، الذي امتدح زيارته التاريخية سورية معتبراً أنها «خطوة كبيرة لإعادة تصحيح العلاقة بين البلدين». وفيما بحث الحريري مع أمير الكويت التهديدات الإسرائيلية على لبنان وأوضاع المنطقة، وقّع الجانبان اللبناني والكويتي مجموعة اتفاقات. وعلمت «الحياة» ان الشيخ صباح والحريري اللذين عقدا خلوة دامت ساعة، إضافة الى اللقاء الموسع في حضور الوفدين، تطرقا أثناء حديثهما عن الدعم الكويتي لبنان الى وسائل استثمار الوديعة الكويتية لدى مصرف لبنان وقيمتها 500 مليون دولار أميركي. وكان الرئيس سليمان أكد شكر لبنان السعودية لما قدمته للبنان في الحرب والسلم، ودعا الى «أخذ التهديدات الإسرائيلية لبنان بحذر ووعي»، واعتبر ان «إسرائيل تحاول ان تلعب على وتر الخلافات، ولهذا أسرعنا في تشكيل طاولة الحوار التي ستبدأ (غداً) الثلثاء مناقشة الاستراتيجية الوطنية للدفاع على الطاولة من دون عراضات عبر الإعلام او في الشارع». وأكد سليمان ان «الجيش هو المسؤول الأول وعندما يحتاج الجيش أو يعزف عن ذلك، فإن كل مواطن يصبح مقاوماً في التصدي لإسرائيل». وكان المكتب الإعلامي الرئاسي أوضح ان القمة السعودية –- اللبنانية شددت على عمق الروابط بين البلدين وأهمية تضامن الأمة العربية وعلى تعزيز الاتفاقات الثنائية بينهما. وفي الكويت اتفق الحريري مع نظيره الكويتي الشيخ ناصر المحمد الأحمد الصباح على تشكيل لجان وزارية مشتركة بين البلدين لتحسين الأداء المشترك في المجالات الاقتصادية والتجارية. وعلمت «الحياة» ان الأمير الشيخ صباح الأحمد تجاوب مع رغبة الحريري في تشكيل هيئة مشتركة تعقد اجتماعات دورية. وأبدى الشيخ صباح ارتياحه لأن «التوافق الداخلي وحكمة اللبنانيين أنقذا لبنان من مخاطر كبيرة»، وتمنى «المزيد من الخطوات بين لبنان وسورية». وأكد الحريري للأمير أن طموحه «ليس فقط تنقية الأجواء مع سورية بل الوصول الى علاقة لمصلحة الشعبين». وقال الحريري في تصريحاته رداً على سؤال، ان تقرير رئيس المحكمة الخاصة بلبنان انطونيو كاسيزي الذي نشر أول من أمس، «يعطي املاً للبنانيين الذين يجمعون على ان اغتيال الرئيس رفيق الحريري جريمة كبيرة وخسارة وطنية وعربية»، داعياً الى انتظار ما ستقوله المحكمة. وعقد الحريري اجتماعين مع المدير العام للصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية عبدالوهاب البدر ثم مع رئيس الصندوق العربي للإنماء الاقتصادي والاجتماعي عبداللطيف الحمد للبحث في مشاريعهما في لبنان. وأكد البدر ان هناك مشاريع جاهزة للتوقيع في انتظار إجراءات الموافقة في مجلس الوزراء اللبناني، بينها مشروع إنشاء سد للمياه في منطقة المتن الأعلى (القيسماني) واعداً بالنظر في مشروع لدعم قطاع الكهرباء. كما بحث الحريري مع ممثل الهيئة العامة للاستثمار في الكويت بدر العجيل عدداً من المشاريع. ومساء عقد اجتماع بين الحريري ونظيره الكويتي الشيخ ناصر الصباح جرى أثناءه تقويم الأوضاع في المنطقة. وقالت مصادر الوفد اللبناني ل «الحياة» انه «كان هناك تأكيد لبناني - كويتي على ان البلدين ليسا طرفاً في الصراع ضد إيران». وأضافت المصادر: «اتفق أيضاً على ان لبنان الذي يمثل المجموعة العربية لن يتخذ أي موقف في شأن الملف النووي الإيراني إلا بالتنسيق مع هذه المجموعة». كما نقلت المصادر عن الجانب الكويتي تأكيده ان «أراضينا وأجواءنا لن تستخدم ضد إيران»، وأن الكويت ومجلس التعاون الخليجي «يقفان مع لبنان في مواجهة التهديدات الإسرائيلية ضد هذا الاستخدام». وشدد الحريري والشيخ ناصر الصباح على إدانة الانتهاكات الإسرائيلية المقدسات في فلسطين والقدس. ووجه الحريري دعوة الى الشيخ ناصر وعد بتلبيتها في أقرب وقت. وأعقب الاجتماع توقيع الوزراء المختصين مذكرة تفاهم في مجال المعارض، وبروتوكول تعاون في مجال جذب الاستثمار الأجنبي المباشر ومذكرة تفاهم للتعاون الصناعي. واختتمت الزيارة بعشاء أقامه الشيخ ناصر للحريري في حضور أركان الدولة والسلك الديبلوماسي.