في الوقت الذي يرفع الجيش الأميركي درجة اعتماده على الطائرات من دون طيار للمراقبة وشن غارات جوية ويستثمر في أبحاث لإنتاج روبوتات ذات وعي واستقلالية لتقليل فرص المخاطرة بأرواح جنوده، جدد عالم الفيزياء البريطاني الشهير ستيفن هوكنغ تحذيره، عبر مدونة على موقع "ريديت"، من أن خطر الذكاء الاصطناعي على مستقبل البشر يفوق الأسلحة النووية. ونقلت "هيئة الإذاعة البريطانية" عن هوكنغ اعتقاده في نهاية العام الماضي بأن الأشكال البدائية للذكاء الاصطناعي أتت بفوائد عدة على البشر، لكنه أبدى تخوفه من تطوير شيء يمكنه إعادة هيكلة نفسه بشكل سريع يفوق ذكاء البشر المحكوم بتطور بيولوجي بطيء، ما ربما ينهي الجنس البشري. وقال هوكنغ رداً على سؤال عبر موقع "ريديت" إن "الذكاء الاصطناعي المصمم وليس الطبيعي يستطيع أن يحدد أهدافاً لنفسه، لكن الذكاء الاصطناعي عندما يصبح خارقا سيحاول النجاة والحصول على موارد أكثر لاستخدامها في الوصول إلى أي هدف يحدده، ما يسبب مشاكل للبشر الذين ستؤخذ مواردهم". ويستعمل العلماء هذا الذكاء الاصطناعي الذي وصفه هوكنغ ورئيس شركة "مايكروسوف" بيل غايتس وآخرون بأنه "أخطر من الأسلحة النووية"، لتوقع استراتيجيات تنظيم "الدولة الإسلامية" الإرهابي من خلال بيانات حسابية تعكس تحركاته على الأرض، في وقت تعكف شركة "بوسطن داينامكس" على تطوير روبوت يستطيع الجري بسرعة في تضاريس مختلفة. وبدأ هوكنغ المصاب بمرض التصلب الجانبي الضموري، وهو مرض عصبي يسبب الشلل التام، باستخدام نظام جديد لتمكينه من الكلام طوّرته شركة "انتيل"، بجهود فنيين وخبراء عاملين في شركة "سويفت كي" البريطانية، اعتمدوا على التقنية المُستخدمة في الهواتف الذكية، لسبر طريقة تفكيره واقتراح الكلمات التي يودّ استخدامها. ويواجه الإنسان مشاكل عدة نتيجة تطور الذكاء الاصطناعي متمثلا بالروبوتات، فبالإضافة إلى التساؤلات المتعلقة بمنح هذه الأجهزة مسؤوليات وضرورة اتخاذ إجراءات سلامة تحمي البشر من مخاطرها، فإنه من المحتمل أن تستحوذ الروبوتات في المستقبل على ملايين فرص العمل التي يشغلها البشر. ودعا هوكنغ إلى أن يتم "التركيز على تطوير ذكاء اصطناعي مفيد بدلاً من تركيزنا الآن على تطوير النوع الذي يصعب التحكم فيه"، مشدداً على ضرورة "بدء البحث في ذلك الآن وليس في الليلة التي تسبق انطلاق أول كائن اصطناعي قوي". ويأتي ذلك في وقت قررت فيه سلسلة مطاعم "ماكدونالدز" الشهيرة استبدال أكبر عدد ممكن من عمالها بروبوتات، في وقت تشهد الشركة زيادة في الإضرابات والاحتجاجات والمطالبة برفع أجور العمل، فيما تتراجع الإيرادات على نحو كبير بسبب المنافسة والوعي المتزايد للمستهلكين حيال سلبيات الوجبات السريعة. من جهة أخرى، كتبت أليكساندرا ويكسلر مقالاً في الأول من تشرين الأول (أكتوبر) الجاري في صحيفة "وول ستريت جورنال" أشارت فيه إلى أن شركات التنقيب عن الذهب في جنوب أفريقيا تراهن على الروبوتات لإنقاذها من خطر انخفاض الأسعار وارتفاع كلفة الإنتاج في ظل الحاجة إلى استخراج كميات أكبر من المعدن من مناطق أعمق تحت الأرض بكلفة أقل. ولفتت ويكسلر إلى أن شركة "أنغلوغولد أشانتي" الجنوب أفريقية التي تعد المصدر الثالث للذهب في العالم، بدأت بتشغيل مناجم تعتمد على آلات ضخمة تفكك الصخر من دون استعمال المتفجرات، بالإضافة إلى مادة سائلة جديدة لدعم أسقف المناجم، ما يساعد في استخراج كميات أكبر من الذهب. وتعد هذه مرحلة خطرة على اقتصاد هذا البلد الأفريقي الذي يعتمد بشكل كبير على السلع. وفي حال نجاح التجربة، ستتمكن الشركات من خفض عدد عمالها إلى سبعة آلاف و500 عامل من أصل 29 ألف عامل. من جانبها، تطور شركة "سيبانيا غولد" تقنيات حفر جديدة لإبعاد العمال مسافة مقدارها 12 متراً عن الصخر، لتقليل الإصابات ورفع الإنتاجية، خصوصاً وأن 50 في المئة من الإصابات الخطرة تأتي نتيجة سقوط الصخور، وفق نائب رئيس الشركة لخدمة التقنيات بيتر ترنر. وتواجه هذه الشركات نقصاً في اليد العاملة المختصة للإشراف على هذه التقنيات الحديثة، في الوقت الذي تشهد القوة العاملة في هذه القطاع انخفاضاً بنسبة 30 في المئة منذ عام 2007، ما يسبب ضغطاً على الحكومة لتزويد هؤلاء العمال بمهارات جديدة تسمح لهم بالحصول على فرص عمل أخرى.