قال مسؤولون أتراك اليوم (الإثنين)، أن تركيا مستعدة لقبول انتقال سياسي في سورية، يظل بموجبه الرئيس بشار الأسد في السلطة في شكل رمزي لمدة ستة أشهر قبل تنحيه. ونقلت صحيفة "حرييت" التركية اليوم عن مصادر، أن تسع دول وافقت على بقاء الأسد لستة أشهر، بينها الولاياتالمتحدة الأميركية، وذلك خلال جلسات الجمعية العامة للأمم المتحدة في أواخر أيلول (سبتمبر). وأكدت المصادر أن الجمعية اتفقت على صيغة معينة، وتمت إحالتها إلى روسيا، لكن موسكو لم ترد في شأن ذلك حتى الآن. وأعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الذي طالب على الدوام برحيل الأسد عن السلطة، أن الأخير يمكن أن يشكل جزءاً من مرحلة انتقالية في إطار حل للأزمة السورية. وعلى رغم أن موقف أنقرة الأخير يشير إلى تغيير واضح في سياستها تجاه الأسد، إلا أن هذا العرض لم يكن الأول من نوعه بالنسبة للأسد، إذ إن فكرة الحكومة الانتقالية وردت في مبادئ اجتماع جنيف 2012 لإنهاء الحرب، لكن الأسد لا يزال يرفض أي شرط يمكن أن يزيحه عن الكرسي. وسبق أن رفض الأسد مقترحاً لوزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند، أكد فيه أن بريطانيا التي دعت مراراً إلى رحيله، قد تتقبل بقاءه في السلطة لفترة انتقالية إذا ساعد هذا على حل الأزمة. وأضاف هاموند: "لا نقول أنه ينبغي أن يرحل الأسد وأصدقاؤه منذ اليوم الأول. إذا كانت هناك عملية تم الاتفاق في شأنها وتشمل الروس والإيرانيين وتستغرق شهوراً، وكان هناك انتقال خلال فترة الشهور، فيمكننا مناقشة هذا". لكن وزير الإعلام السوري عمران الزعبي، رد في مقابلة خاصة أجرتها معه صحيفة "غارديان" في مكتبه في دمشق قائلاً: "ما الذي يعطي وزير الخارجية البريطاني الحق في أن يقرر للسوريين المدة التي يجب أن يبقى فيها رئيسهم في السلطة؟". وكان وزير الخارجية الأميركي جون كيري لمّح إلى إمكان التفاوض مع الأسد، ودعا روسيا وإيران إلى استغلال نفوذهما لإقناع الأسد بالتفاوض، مضيفاً أن "هناك حاجة ملحة لتجديد جهود التوصل لتسوية سياسية لإنهاء الصراع السوري الذي دخل عامه الخامس، ولوضع حدّ لأزمة اللاجئين التي تزداد سوءاً". وقال في ما يتعلّق بترك الأسد السلطة: "ليس بالضرورة أن يكون من اليوم الأول أو الشهر الأول. يجب أن تجتمع الأطراف كافة في عملية التوصل إلى تفاهم حول تحقيق ذلك على أفضل وجه". ومع أن كيري كان واضحاً، إلا أن الناطقين باسم البيت الأبيض والخارجية أصرّوا على أن سياسة بلادهم "لم تتغيّر"، محاولين الإيهام بأن الرأي العام الدولي لم يفهم جيداً تصريحات الوزير. وفي آذار (مارس) الماضي، نقلت صحيفة "سودويتشه تسايتونغ" الألمانية عن وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير قوله أن "الطريق الوحيد لإنهاء العنف هو عبر المفاوضات لأجل حل سياسي، حتى إذا جعل ذلك المفاوضات مع نظام الأسد ضرورية". وأكد وزير الخارجية السعودي عادل الجبير أن بلاده تدعم "إنشاء هيئة انتقالية في سورية تحافظ على مؤسسات الدولة، ويجب أن يتنحى الأسد بعد تشكيل الهيئة الحكومية الانتقالية"، مشيراً إلى أن المجتمع الدولي قد يتسامح مع بقاء الأسد حتى تشكيل هيئة الحكم الانتقالي. واستبعد الجبير أن يكون لإيران "جهود في إحلال السلام في سورية، نظراً إلى دورها العسكري في الصراع هناك"، وجدد موقف المملكة من أنه "لا دور للأسد في أي حل سياسي في سورية".