أعلنت وزارة الزراعة أمس حظر نقل وتداول فسائل وأشجار النخيل داخل محافظة الخرج وخارجها «بسبب انتشار حشرة سوسة النخيل الحمراء بشكل متزايد في معظم مزارع النخيل». وذكرت الوزارة في بيان أمس أن هذه الحشرة تعتبر من أخطر الآفات التي تهاجم أشجار النخيل، إذ إن لديها مقدرة تدميرية عالية وخصوصية اختباء جميع أطوارها داخل جذع النخلة، مشيرة إلى أنها ستصادر وتتلف أي نخيل يجري نقله في المحافظة وتطبق الغرامة بحق المخالفين، تماشياً مع نظام الحجر الزراعي الداخلي وتعميم وزير الداخلية في هذا الخصوص. من جهته، أوضح مدير مديرية الزراعة في محافظة الخرج المهندس إبراهيم الداعج ل «الحياة»، أن 200 مزرعة في محافظة الخرج أصيبت بهذه السوسة، مشيراً إلى أن الحظر لن يستمر فترة طويلة ولكنه يعتمد على انخفاض نسبة الإصابة. وأكد أن المركز وفر برنامجاً متكاملاً لسوسة النخيل الحمراء يعمل عليه عدد من المهندسين الزراعيين والفنيين والعمال الذين يفحصون أشجار النخيل ويتأكدون من سلامتها واقتلاعها وإزالتها في حال إصابتها ورش المبيدات اللازمة للحفاظ عليها. وأوضح أن مرحلة استكشاف الإصابة والتأكد من حقيقتها يتفاوت بين مزرعة وأخرى وفقاً لمساحتها ونسبة النخيل فيها وعدد النخيل المشتبه بإصابتها إذ يأخذ من أيام إلى أسابيع عدة. وعن مدى جهل المزارع بطبيعة هذه السوسة وإدراك خطورتها على نخيله وتعاونه مع الجهات المسؤولة للقضاء عليها، اعتبر أن تكاتف وزارة الزراعة ووسائل الإعلام في توعية المزارعين بخطورتها كفيل بتوعية المزارعين كافة. وقال الداعج: «المزارعون نوعان، الأول يبادر فوراً بالإبلاغ عن إصابة نخيله فيجري إرسال المتخصصين للتحقق من ذلك وإجراء اللازم، في حين أن هناك من يصر على إخفاء ذلك تخوفاً من اقتلاعها ما يسهم في انتشارها على مدى أوسع، بل وصل الأمر لدى بعضهم إلى طرد الفنيين والمهندسين الذين يجرون مسحاً شاملاً للمزارع بعد اشتباههم بالمرض ومنعهم من اقتلاعها، وهو ما يضطرني للذهاب إلى صاحب المزرعة وإقناعه وتوضيح مضار ذلك وتعارضه مع مصلحته». إلى ذلك، أكد مواطن (فضل عدم ذكر اسمه) يملك ما يزيد على 30 ألف نخلة، أنه صرف الكثير من المال لتوفير كل ما تحتاج إليه المزرعة من رعاية واهتمام، لكن هذا لم يمنع سوسة النخيل من غزو مزرعته، ليضطر إلى إبلاغ مديرية الزراعة التي اقتلع متخصصوها نسبة كبيرة منها. وشدد المهندس الزراعي محمد عطية على ضرورة العناية بالفسائل وتقليم جريد النخلة الجاف والزائد والتأكد من إصابتها بالمرض من عدمه، مشيراً إلى أن أعراضه تتمثل في شحوب الأوراق واصفرارها، وانحناء قمة النخلة، وخروج مادة سائلة بنية اللون ذات رائحة كريهة، ووجود نشارة خشبية رطبة متعفنة، إضافة إلى موت رأس النخلة.