أجرى مبعوث الاممالمتحدة الى ليبيا برناردينو ليون محادثات في طبرق ليل الثلثاء، مع رئيس مجلس النواب الليبي عقيلة صالح وبعض اعضاء لجنة الحوار المنبثقة عن المجلس والتي ستمثله في جلسة «غدامس 2» التي دعت الاممالمتحدة الى عقده في المدينة القريبة من الحدود مع الجزائر للبحث عن حل للأزمة الليبية. وأتت محادثات ليون في طبرق بعد محادثات مماثلة اجراها في طرابلس مع نوري بوسهمين رئيس المؤتمر الوطني (المنتهية ولايته) وعدد من اعضائه، وظهرت على أثرها تحفظات للمؤتمر أدت الى تأجيل انطلاق الحوار الى الاسبوع المقبل بدلاً من موعده الاصلي امس. واختار مجلس النواب لجنة من اعضائه لحوار «غدامس 2» برئاسة محمد علي شعيب النائب الاول لرئيسه وعضوية النائبين ابوبكر بعيرة والصديق ادريس وصالح حمو. وقال النائب طارق صقر الجروشي ان مجلس النواب وضع ثمانية شروط للحوار، هي: التمسك بشرعية المجلس والحكومة المنبثقة عنه برئاسة عبدالله الثني، ورفضهما الجلوس مع قادة الميليشيات وأعضاء المؤتمر المنتهية ولايته، اضافة الى تسليم قادة الميليشيات لمحاكمتهم وحل الميليشيات المسلحة وتسليم السلاح الى الدولة وفقاً للقرار الرقم 7 الصادر عن النواب، الى جانب التفاوض بقوة على عودة المهجرين والنازحين والمساجين من كل الليبيين اعتباراً من 17 شباط (فبراير) 2011. وشدد المجلس على انه المرجعية لاتخاذ القرار في مخرجات الحوار. في غضون ذلك، قال رئيس حزب العدالة والبناء (الذراع السياسية للإخوان في ليبيا) محمد صوّان، إن القواعد التي انطلق على أساسها حوار غدامس تغيّرت، وأنه يجرى الآن الاستعداد لانطلاق الحوار بشكل مختلف. وأوضح صوّان أن الأممالمتحدة تسعى من خلال مبعوثها ليون الى عقد الجولة الثانية من الحوار بعد حكم المحكمة الذي «أعلنت احترامها له على استحياء»، كما قال. وأضاف صوان ان «بعض الدول ترى في (برلمان طبرق) والأطراف الرئيسة الداعمة والمحركة له، فرصة مناسبة للانقلاب على الثورة، وتشكيل خريطة سياسية بشكل يضمن مصالحها في ليبيا، على حساب مصلحة الشعب الليبي وتضحياته من أجل بناء دولة ديموقراطية مستقلة». على صعيد آخر، نفى مصدر من قوات «فجر ليبيا» امس، تقارير عن سيطرة «جيش القبائل» المتحالف مع عملية «الكرامة» على مدينة العجيلات التي تبعد نحو 80 كيلومتراً إلى الغرب العاصمة طرابلس. وأوضح المصدر ل «وكالة أنباء التضامن» أن قوة تتكون من 20 سيارة تابعة ل «جيش القبائل»، «دخلت إلى مدينة العجيلات الثلثاء فارّة من منطقة العسة»، لافتاً إلى أن المجلس العسكري في العجيلات «تعامل مع هذه القوة التي حاولت زعزعة الأمن داخل المدينة». من جهة أخرى، نفت وزارة الخارجية في الحكومة الموازية التي شكلها المؤتمر في طرابلس، صحة أنباء عن نقل غاز خردل من جنوب ليبيا إلى مدينة مصراتة. وأوضحت الوزارة في بيان أن «مخزون ليبيا من غاز الخردل يخضع لإشراف ورقابة دقيقة من منظمة حظر الأسلحة الكيماوية التابعة للأمم المتحدة٬ كون ليبيا طرفاً في اتفاقية حظر الأسلحة الكيماوية منذ عام 2004». وأشارت إلى أن عمليات التخلص من مخزون الأسلحة الكيماوية «تجرى وفق برنامج زمني محدد متفق عليه مع الأمانة الفنية للمنظمة، تحت إشرافها ومساعدة الشركاء الدوليين». وأكدت الوزارة أن ليبيا خالية تماماً من أي أسلحة كيماوية قابلة للاستخدام وتشكل خطراً على السكان والبيئة. وكان صقر الجروشي قائد القوات الجوية التابعة لعملية «الكرامة» بقيادة اللواء المتقاعد خليفة حفتر، اعلن مطلع الشهر الجاري أن القوة الثالثة المكلفة بأمين الجنوب بدأت بنقل غاز الخردل وصواريخ «سكود» إلى مصراتة٬ الأمر الذي فنّدته القوة.