واصلت قوات النظام السوري في الساعات الماضية هجماتها ضد مواقع المعارضة على أكثر من جبهة، مستغلة غارات الطيران الروسي، من دون تحقيق أي تقدّم بارز، في وقت قالت وزارة الدفاع الروسية إن سلاحها الجوي ضرب 83 هدفاً لجماعات «إرهابية» في سورية خلال الساعات ال 24 الماضية. ونقلت وكالة نوفوستي الروسية للأنباء عن وزارة الدفاع قولها أمس الأربعاء إنها تنصتت على حديث لقادة من تنظيم «داعش» مع نظرائهم من «جبهة النصرة» عن إمكانية توحيد الصفوف لمواجهة الجيش السوري. ونقلت الوكالة عن الميجر جنرال إيجور كوناشنيكوف قوله «التقط لاسلكي المخابرات المعلومات المتعلقة ببدء محادثات بين قادة عدة فصائل من جبهة النصرة الإرهابية وتنظيم داعش بخصوص التوحد لصد هجوم للجيش السوري». وأعلنت وزارة الدفاع الروسية أيضاً أن سلاح الجو قصف 83 هدفاً لمجموعات «إرهابية» في سورية، وأن الطائرات الروسية نفذت 46 طلعة وضربت مواقع في محافظات إدلب (شمال غرب) وحلب (شمال غرب) ودير الزور (شرق) ودمشق وحماة (وسط). وكانت وزارتا الدفاع الروسية والأميركية وقعتا أول من أمس اتفاقاً على تنظيم تحليق طائرات الجانبين فوق الأجواء السورية خشية حصول حادث عرضي بينها. وأعلنت الولاياتالمتحدة أمس أن طائرات التحالف نفّذت أربع غارات في سورية في الساعات ال 24 الماضية كانت كلها قرب منبج الواقعة تحت سيطرة «داعش» في ريف حلب الشمالي الشرقي. في غضون ذلك، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن ما لا يقل عن ستة أشخاص قُتلوا وأكثر من 30 أصيبوا بجروح، جراء تنفيذ الطيران الحربي أكثر من 10 غارات على منطقة المرج في الغوطة الشرقية، وسط حركة نزوح كبيرة للأهالي، مشيراً أيضاً إلى اشتباكات بين قوات النظام وبين الفصائل الإسلامية والمقاتلة في أطراف مدينة حرستا في الغوطة الشرقية حيث سُجّل «تقدم لقوات النظام في المنطقة وسيطرتها على أبنية». وتحدث عن قتلى في صفوف الطرفين. أما في الغوطة الغربية، فقد أشار المرصد إلى إلقاء مروحيات النظام ما لا يقل عن 24 برميلاً متفجراً على مدينة داريا. وفي محافظة حمص (وسط)، قصف الطيران المروحي بالبراميل المتفجرة قرية تيرمعلة بالريف الشمالي، فيما استمرت «الاشتباكات العنيفة بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جهة، والفصائل الإسلامية والمقاتلة من جهة أخرى في محيط حوش حجو بالريف الشمالي لحمص، وأنباء عن خسائر بشرية في صفوف الطرفين»، وفق المرصد الذي أشار أيضاً إلى قصف الطيران الحربي الروسي «مقراً رئيسياً لحركة مقاتلة في مدينة الرستن، حيث استهدف المقر والمنطقة المحيطة به بثلاث غارات، ما أدى إلى جرح واستشهاد العشرات». وفي محافظة حماة المجاورة، أكد المرصد أن طائرات حربية روسية أغارت على قرية رسم الحمام بالريف الشرقي، ما أدى إلى سقوط ضحايا، مضيفاً أن تنظيم «داعش» بدأ بتجهيز مقاتليه وتحضيرهم وحشد عناصره وعتاده «بغية تنفيذ هجوم واسع يُعتقد أنه سيستهدف قوات النظام في ريف حماة الشرقي». وفي سهل الغاب بريف حماة الشمالي الغربي، أفيد بأن قوات النظام قصفت قرية التوينة فيما أعطبت الفصائل المقاتلة آلية لقوات النظام بصاروخ موجّه في خربة الناقوس. وفي محافظة إدلب، قصفت قوات النظام قرية الناجية بريف جسر الشغور، ما أدى إلى سقوط جرحى، وفق المرصد الذي تحدث عن غارات للطيران الحربي الروسي على جبل الأكراد بريف اللاذقية الشمالي، وسط اشتباكات بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جهة، والفصائل الاسلامية والمقاتلة من جهة أخرى. أما في حلب (شمال)، فقد أشار المرصد إلى «استمرار المعارك بين الكتائب المقاتلة والكتائب الإسلامية من طرف، وقوات النظام مدعمة بمقاتلين من جنسيات إيرانية وآسيوية من طرف آخر، على عدة محاور بريف حلب الجنوبي» حيث تمكن النظام في الأيام الماضية من السيطرة على عدد من القرى والبلدات بغطاء جوي روسي، وأشار المرصد إلى شن الطيران الحربي الروسي غارات على بلدة الحاضر وقرى الكراص وكفرعبيد وبلدة الزربة بريف حلب الجنوبي. أما في شمال مدينة حلب، فقد دارت اشتباكات بمحيط قريتي باشكوي وحندرات بين «الكتائب المقاتلة والكتائب الإسلامية وجبهة النصرة (تنظيم القاعدة في بلاد الشام) وجبهة أنصار الدين من طرف، وقوات النظام مدعمة بمسلحين موالين لها من جنسيات سورية وعربية وآسيوية من طرف آخر» من دون تسجيل تقدم لأي طرف على حساب الآخر. وأضاف المرصد أن طائرات حربية قصفت أماكن في الفوج 46 قرب الأتارب وقرية كفر حلب بريف حلب الغربي، ما أدى إلى سقوط جرحى. وفي ريف حلب الشرقي، دارت اشتباكات عنيفة بين قوات النظام وبين تنظيم «داعش» في قرى صغيرة قريبة من مطار كويرس العسكري والذي يحاصره التنظيم، فيما يحاول النظام جاهداً التقدم إليه وإنقاذ العناصر المحاصرين في داخله. وفي محافظة دير الزور (شرق سورية)، نفذ الطيران الحربي غارات على قريتي الجفرة والمريعية ومناطق أخرى في محيط مطار دير الزور العسكري، وسط تجدد الاشتباكات بين قوات النظام وتنظيم «داعش» في محيط المطار. وأشار المرصد إلى أن «داعش» اعتقل 4 رجال في قرية الزر بريف دير الزور الشرقي، أحدهم إمام وخطيب في مسجد القرية، بالإضافة إلى رجل كان سجيناً سياسياً لنحو 15 عاماً في سجون النظام. وفي جنوب البلاد، قصف الطيران المروحي بالبراميل المتفجرة بلدة بصرى الشام أعقبه قصف من قوات النظام على البلدة، ما أدى إلى سقوط عدد من القتلى والجرحى، على ما أفاد المرصد الذي أشار أيضاً إلى إلقاء الطيران المروحي براميل متفجرة على بلدتي الغارية الغربية والشيخ مسكين. كما أشار المرصد إلى انفجار عبوة ناسفة بسيارة قائد «جيش اليرموك» على طريق تل شهاب - خراب الشحم بريف درعا، وإلى وقوع اشتباكات بين «جبهة النصرة» ومقاتلي كتيبة مقاتلة في بلدة طفس، ما أدى إلى مقتل عنصر من «النصرة». على صعيد آخر، أفادت دراسة اميركية الاربعاء بأن تنظيم «داعش» ليس الوحيد الذي يدمّر الآثار في سورية، إذ إن النظام ومعارضيه يقومون أيضاً بأعمال تدمير وفق تقرير أعده مختص في علم الآثار في الشرق الاوسط في جامعة دارتماوث شمال شرقي الولاياتالمتحدة. وتستند الوثيقة التي نشرتها صحيفة «نير ايسترن اركيولوجي» إلى تحليل لمعلومات وصور تم جمعها بالأقمار الاصطناعية تظهر 1300 موقع أثري من أصل نحو ثمانية آلاف تضمها سورية.