تداول مغردون في موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" مقطعاً مروعاً يُظهر مشاجرة عنيفة بين عدد من المراهقين داخل أحد الأحياء السكنية في حائل (السعودية)، إذ يحمل أحدهم ساطوراً، ويضرب به شخصاً أمام عدد من المتجمهرين. وبث المقطع الخوف في نفوس مغردين، واستنكروا عبر وسم (هاشتاغ) "#اعتداء_بساطور_حائل"، غياب الدوريات الأمنية، وترك مراهق طائش، يعبث بأرواح الناس، مطالبين بالقبض عليه والإعلان عن الأسباب التي دفعته لإثارة الرعب في أوساط المواطنين. وكتب المغرد عبدالعزيز الدخيني "إنها موضة دخيلة على مجتمعنا، الإرهاب بالسواطير. لكن سؤالي: لماذا تجرأوا (الجناة) وخرجوا إلى العلن بسواطيرهم؟ بكل بساطة: لأن من أمن العقوبة أساء الأدب". وتساءل عناد الدوسري "أين الأمن؟ بالتأكيد المشاجرة لم تصل إلى هذا الحد إلا بعد مقدمات طويلة. لماذا لم يتواجد الأمن قبل ذلك؟". وحذر خالد الحسيني من انتشار ظاهرة حمل السكاكين بين الشباب، وقال: "إلى أصحاب القرار: ينبغي أن تضعوا حداً لهذه المهزلة. فتشوا سيارات المراهقين، وضعوا غرامات كبيرة على من يحمل سلاحاً، كي لا تتكرر هذه المآسي". ويعتقد عبدالله العمري أن تأثر كثير من الشباب بمقاطع إعدامات "داعش" التي يروجون لها في وسائل التواصل، والتي تستخدم فيها السكاكين بشكل رئيس، هي السبب الاول في انتشار هذه الظاهرة بين المراهقين. وقال في سلسلة تغريدات: "الخطر يحيط بنا من كل جانب، داعش يسيطر على عقول شبابنا، ويلفت نظرهم إلى السكاكين. كان المراهقون يستخدمون في مشاجراتهم أسلحة بيضاء كالعصي"، مضيفاً: "لا بد أن نستشعر الخطر قبل وقوعه وانتشاره. يجب أن يعاقب هؤلاء بأقسى العقوبات". ودعا مواطنون إلى تشديد الرقابة المنزلية على الأبناء، لاسيما أن المنزل له الدور الأكبر في تنشئة الشباب بصورة سوية، رافضين أن يرتكب مراهق في عمر الزهور جريمة يعاقب عليها، وتبدأ بعدها المناشدات للمساعدة في جمع ديّة المجني عليه، بغية عتق رقبة الجاني. وانتشر مقطع فيديو لشاب يستنكر ما آلت إليه الأمور في السعودية، وتجرؤ المراهقين على إزهاق الأرواح، والتباهي بذلك وكأنه شيء بطولي. وحمّل في المقطع الذي نال إعجاب كثير من المغردين، القبائل مسؤولية ما يحدث، قائلاً إن الشاب الجاني "عندما يتم القبض عليه ويُدخل إلى السجن، تستنفر قبيلته في مواقع التواصل لجمع دية، وعندما يخرج، تستقبله كاستقبال الأبطال، وبذلك، لن يستشعر حجم المصيبة التي وقعت على يديه". وشدد الشاب في مقطع الفيديو على أنه لن يساهم في جمع الدية التي تجعل مثل هؤلاء يتمادون في أذية الناس. وشهدت المملكة خلال العام الماضي 339 جريمة قتل، بمعدل 1.13 جريمة لكل مئة ألف من السكان، وسجلت جرائم الاعتداء على النفس ارتفاعاً بنسبة 7.7 في المئة في العام الماضي، بحسب إحصاء جديد أصدرته وزارة الداخلية السعودية قبل أيام.