تداول بعض رواد موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» أخيراً، تغريدة قديمة للبليونير الأميركي دونالد ترامب، المرشح لتمثيل الحزب الجمهوري في الانتخابات الرئاسية المقبلة، تعود إلى 7 تشرين الثاني (نوفمبر) 2012، يدعم فيها «الاحتباس الحراري». وقال ترامب الذي يتابعه نحو 4 ملايين و620 ألف شخص، في تغريدته: «البرد قارس والثلج يتساقط في نيويورك... نحن في حاجة إلى الاحتباس الحراري». وجاءت هذه التغريدة عقب أخرى سبقتها بيوم قال خلالها، إن «الاحتباس الحراري اختراع من صنع الصين، ولصالح الصين، ويهدف إلى التأثير على الصناعة الأميركية، والحد من منافستها على السوق». وحظيت التغريدة الأولى بنحو 2200 «ريتويت» (إعادة تغريد)، فيما نالت الثانية الثانية نحو 8500 «ريتويت». وقوبلت تغريدته التي أعيد تداولها مجدداً، بموجة من السخرية، إذ قال كول بويز: «دونالد ترامب أنت أحمق». وكتب جوناثان ليو: «ترامب.. ربما أنت أغبي شخص ظهر على شاشة التلفزيون». فيما أيدته جوليا قائلة: «بالتأكيد نود أن يكون الاحتباس الحراري حقيقة، لكن لا دليل على وجوده». وصرح ترامب في أواخر أيلول (سبتمبر) الماضي بأنه يعتبر التغير المناخي «كذبة». وقال رداً على سؤال لشبكة «سي إن إن» في شأن دعوات البابا فرانسيس خلال زيارته البيت الأبيض إلى التحرك من أجل المناخ، إن «نظافة الهوء مشكلة ملحة. نريد هواء ومياهاً نظيفين. الأمر بالغ الأهمية بالنسبة إلي، لكنني لا أصدق مسألة التغير المناخي». وأضاف: «سموا ذلك الاحتباس الحراري للأرض والتغير المناخي، ويسمون ذلك أحوالاً جوية قصوى. هذا جديد، لأن الأحوال الجوية تبدو أكثر من قصوى»، مشيراً إلى الفيضانات والعواصف القياسية في القرنين التاسع عشر والعشرين. وقال ترامب: «الطقس (...) لطالما كان الأمر على هذا النحو. الطقس يتغير دائماً. هناك عواصف ومطر وأيام صحو، لكنني لا أعتقد أنه علينا أن نعرض الناس في بلدنا للخطر». وغالباً ما تكون تصريحات البليونير الأميركي وتغريداته مثيرة للجدل أو السخرية، فعند إعلانه الترشح إلى الرئاسة الأميركية في حزيران (يونيو) الماضي توجه إلى جمهوره، قائلاً: «سأكون أعظم رئيس أعمال على وجه الأرض». ومن يتابع مسيرة ترامب خلال سباق الرئاسة، يلاحظ أن أي موضوع يتطرق إليه ينتهي غالباً بقوله شيئاً مثيراً للجدل أو تعليقاً مضحكاً، ما دفع كثيرين إلى وصفه ب«المهرِّج». واستبعد الرئيس الأميركي باراك أوباما فوز ترامب برئاسة البلاد، ووصفه بأنه «شخصية نموذجية لتلفزيون الواقع». وقال في مقابلة مع قناة «سي بي أس» خلال الشهر الحالي إن «ترامب يولي اهتماماً كبيراً بالظهور الإعلامي، وخصوصاً الآن، فيما لا يبدو أن الحزب الجمهوري يحدد ما يؤيده، في مقابل ما يعارضه». وبالفعل، نالت تصريحات ترامب حيزاً كبيراً من الاهتمام الإعلامي، خصوصاً أنه لا يتردد في الحديث حول أي موضوع، أكان ملماً به أم لم يكن. وهو كان قال عن نفسه: «دعوني أخبركم شيئاً. أنا ذكي جداً وأجمل ما يميزني هو أنني غني». وفي الشأن الإقتصادي، اختصر ترامب قدراته بالسؤال التالي: «متى كانت المرة الأخيرة التي فزنا فيها بصفقة تجارية ضد الصين؟ إنهم يهزموننا دائماً. أما أنا، فأفوز على الصين في كل مرة». وقال إن «نظام التجارة الحرة سيئ جداً. إنه نظام لا يفيد إلا الأشخاص الأذكياء، ونحن لدينا أغبياء فقط».