«سأكون أعظم رئيس أعمال على وجه الأرض»، بهذه العبارة توجه المرشح الجمهوري للرئاسة الأميركية دونالد ترامب، إلى الحاضرين عند إعلان ترشحه في 16 حزيران (يونيو) الماضي. ومن يتابع مسيرة ترامب خلال سباق الرئاسة، يلاحظ أن أي موضوع يتطرق إليه البليونير الأميركي ينتهي غالباً بقوله شيئاً مثيراً للجدل أو تعليقاً مضحكاً، ما دفع كثيرين إلى وصفه ب«المهرج». ومهما تكن الصفات التي تطلق عليه، فإن استطلاعات الرأي تظهر تصدّر رجل الأعمال الشهير قائمة الساعين للحصول على ترشيح الجمهوريين لخوض انتخابات الرئاسة المقررة في تشرين الثاني (نوفمبر) 2016، مع أن الرئيس الأميركي باراك أوباما استبعد فوز ترامب برئاسة البلاد، ووصفه بأنه "شخصية نموذجية لتلفزيون الواقع". وقال أوباما في مقابلة مع قناة "سي بي إس" مساء الأحد، إن "ترامب يولي اهتماماً كبيراً بالظهور الإعلامي، وخصوصاً الآن، في وقت لا يبدو أن الحزب الجمهوري يحدد ما يؤيده، في مقابل ما يعارضه". وبالفعل، نالت تصريحات ترامب حيزاً كبيراً من الاهتمام الإعلامي، بخاصة وأنه لا يتردد في الحديث حول أي موضوع، سواء كان ملماً به أم لم يكن. وهو كان قال عن نفسه: «دعوني أخبركم شيئاً... أنا ذكي جداً... وأجمل ما يميزني هو أنني غني». وأثارت أقواله عن المكسيك جدلاً واسعاً، عندما أشار إلى أن جارة الولاياتالمتحدة "لا ترسل إلينا أفضل من فيها، بل ترسل أولئك الذين يطرحون مشكلة ويحملون معهم المخدرات والجريمة. إنهم مغتصبون". ولم يتردد ترامب أيضاً في الهجوم على تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، مطمئناً الأميركيين بأن "أحداً لن يكون أكثر قسوة من دونالد ترامب على تنظيم الدولة الإسلامية، لا أحد". واستنكر الأشياء التي يستطيع التنظيم المتطرف فعلها من دون محاسبة، مشيراً إلى أن "داعش بنى فندقاً في سورية، هل يمكنك تصديق ذلك؟ عندما أقوم ببناء فندق جديد، فإن علي ان أدفع فوائد، لكنهم ليسوا مجبرين على دفع تلك الفائدة، لأنهم استولوا على النفط الذي نصحت بأخذه معنا عند رحيلنا من العراق". وفي الشأن الإقتصادي، اختصر ترامب قدراته بالسؤال التالي: «متى كانت المرة الأخيرة التي فزنا فيها بصفقة تجارية ضد الصين؟ إنهم يهزموننا دائماً. أما أنا، فأفوز على الصين في كل مرة»، وقال إن «نظام التجارة الحرة سيء جداً. إنه نظام لا يفيد إلا الأشخاص الأذكياء، ونحن لدينا أغبياء فقط». لكن السياسة والاقتصاد ليسا المجالين الوحيدين اللذين شارك ترامب العالم بآرائه حولهما، إذ تطرّق أيضاً إلى البيئة، مؤكداً أن "الاحتباس الحراري هو اختراع من صنع الصين، ولمصلحتها، بهدف التأثير على الصناعة الأميركية، والحد من تنافسها على السوق". وعن الصحة، لفت البليونير الأميركي إلى أنه لم يرَ في حياته "شخصاً نحيفاً يشرب الكوكاكولا (الدايت) الخالية من السكر". ولا يبدو أن هناك شخصاً أو موضوعاً بمعزل عن تصريحات ترامب، بدءاً من مكان مولد أوباما وانتهاءً بالحياة الشخصية لبطل سلسلة أفلام "توايلايت" روبرت باتينسون الذي نصحه البليونير بالتخلي عن صديقته التي خانته، لأنه يستحق "أفضل من ذلك".