ما إن يفرغ بال الجائل داخل معرض ابتكارات طلاب الجامعات الخليجية من فك أحجية اكتشاف جديد أثار دهشته للتو حتى يستوقفه ابتكار آخر أكثر تشويقاً ومنفعة و«دهشة»!. إذ إن أروقة المعرض المليء بأجنحة غصت عن بكرة أبيها بجملة من الابتكارات الحديثة والمفيدة باتت مبعث «حيرة» ومنبع «فخر». ولعل أسارير من تقوده الخطى صوب تلك الابتكارات ستنبسط لا محالة بعد مروره على نفر من طلاب كلية الهندسة في جامعة الملك عبدالعزيز في جدة يتفاخرون بابتكارهم «طائرة تطير من دون طيار» مثلت ثمرة جهد استنزفهم طوال عام كامل، خصوصاً بعد أن يكحّل «الجائل» ناظريه بمشاهدتها تحلق فوق الحرم الجامعي بعد أن استصدر القائمون على الجامعة أخيراً تصريحاً من «الطيران المدني». ولعله سيتمتم بتذاكٍِ مطالباً بتطويع هذا الاختراع للاستفادة منه في المواسم الدينية، فضلاً عن دوره في مهمات الإنقاذ ومراقبة الحدود لمنع عمليات التهريب، قبل أن يحرك قدميه بتثاقل ليتسمر من جديد أمام طالبين في كلية الدراسات التكنولوجية في جامعة الكويت شاركا بمشروع «دائرة ذكية لاكتشاف الأعطال في شبكات التوزيع بالكويت». ويمكن الخلوص إلى أن لحظات «التسمّر» ومعالم «الدهشة» وابتسامات «الرضا» باتت قواسم مشتركة لكل من تطأ قدماه أرض معرض الابتكارات، حيث تنبسط الأسارير وتتعالى عبارات الثناء والشكر، وتهب رياح «الأمل» بمستقبل أكثر إشراقاً في جزيرة العرب، وعلى رغم تعدد الابتكارات واختلاف المخترعين، صبت تلك المخترعات الطلابية الحديثة كافة في بوتقة الغد المشرق، ولامست حاجات المجتمعات العربية، بعد أن واكبت أو كادت آخر صيحات الثورة العالمية في مجالي العلم والتقنية، بل إنها لم تترك شاردة أو واردة إلا ولامستها، حتى فطن أحد المخترعين (طالب من جامعة الملك سعود) إلى هاجس الغرق، فابتكر طوق نجاة لا سلكياً، أنهى معضلة إيصال الطوق إلى الغريق من خلال تثبيت ثلاثة محركات مائية في الطوق يسيرها جهاز تحكم من بعد حتى تصل ب «طوق النجاة» إلى الغريق. ولا تثريب على كل من يجانب جادة الصواب متكهناً بارتفاع كلفة تلك الابتكارات التي كشف مخترعوها ل«الحياة» بخس ثمنها، كونها مستحدثة ونافعة وذات أفكار جديدة غير موجودة في الأسواق المحلية، وما «السرير المنبه» إلا شاهد على ذاك المذهب، فمخترعه يؤكد أن كلفته لم تتجاوز ال 80 ريالاً، على رغم أنه وضع حداً فاصلاً لمشكلة الكثيرين، المتجسدة في صعوبة الاستيقاظ من النوم باكراً، إذ عمد مخترعه إلى تجهيزه بمنبه داخلي، يبدأ الرنين من دون أن يتوقف حتى يقف «النائم» على قدميه، ويترك السرير، وفي حال غض «النائم» طرفه وصم «أذنيه» عن أصوات المنبه فإن «السرير المنبه» سيعاقبه «لا محالة» برش رذاذ الماء على وجهه حتى يفيق من غفوته «قسراً»، لأن المبتكر أصر على عدم إضافة جهاز يوقف الرنين كحال جل أجهزة التنبيه الأخرى، معتبراً إصراره سمة ميّزت اختراعه.