نيويورك - أ ف ب، رويترز - تنصلت الولاياتالمتحدة من بيان اصدره مجلس الامن ودعا فيه الى ضبط النفس اثر المواجهات العنيفة التي دارت الجمعة بين الشرطة الاسرائيلية ومتظاهرين فلسطينيين في باحة المسجد الاقصى والبلدة القديمة في القدسالمحتلة، مؤكداً ضرورة استئناف المفاوضات بين الجانبين قريباً. وبطلب من المراقب الدائم لفلسطين في الاممالمتحدة رياض منصور، عبرت الدول ال 15 الاعضاء في المجلس «عن القلق ازاء الوضع المتوتر حالياً في الاراضي الفلسطينية المحتلة، بما فيها القدسالشرقية». وقال الرئيس الدوري لمجلس الامن للشهر الجاري، مندوب الغابون ايمانويل ايسوزو نغونديت، ان الدول ال 15، وفي بيان غير ملزم اصدرته، «حضت الطرفين على ضبط النفس وتجنب الاعمال الاستفزازية». وبحسب البيان، اكد اعضاء مجلس الامن ان «الحوار السلمي هو الوسيلة الوحيدة للمضي قدماً، كما اعربوا عن الامل في استئناف سريع للمفاوضات». وكان منصور قال في رسالة وجّهها الى المجلس قبل ذلك ان عشرات الفلسطينيين جرحوا في الصدامات التي دارت في القدسالشرقية الجمعة. وأكد ان 60 فلسطينياً على الاقل جرحوا، بما في ذلك سيدة فلسطينية وضعها حرج لإصابتها برصاص مطاط في الرأس. واتهم منصور حكومة رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو بأنها «تفعل كل ما في وسعها لتخريب» المحادثات غير المباشرة المحتملة بين الفلسطينيين والاسرائيليين، وزيارتي المبعوث الاميركي للشرق الاوسط جورج ميتشل ونائب الرئيس الاميركي جو بايدن المرتقبتين الى المنطقة. ومن المقرر ان يصل ميتشل الى المنطقة اليوم بهدف البحث في بدء المفاوضات غير المباشرة بين اسرائيل والفلسطينيين، بينما يزور بايدن الاسبوع المقبل اسرائيل والاراضي الفلسطينية. وقال منصور: «من جديد، نحذر الاسرة الدولية من مخاطر مزيد من التصعيد» في الوضع. غير ان مسؤولاً اميركياً نفى ان تكون واشنطن وافقت على بيان مجلس الأمن. ولم تتحدث المبعوثة الاميركية، نائب السفير روزميري ديكارلو، الى الصحافيين بعد الاجتماع. لكن مسؤولاً اميركياً قال لوكالة «رويترز» شرط عدم نشر اسمه، ان الوفد الاميركي لم يوافق على البيان، وقال انه أُقر بسبب ما وصفه المسؤول ب «ارتباك في الاجراءات». ولم تتضح فوراً ماهية هذا الارتباك. وقال ديبلوماسيون في مجلس الامن على اطلاع على المفاوضات في شأن البيان، ان الوفد الاميركي لم يقم بمحاولة لإثارة اي اعتراضات على النسخة النهائية للنص التي قالوا انها أُقرت بالاجماع. ورحب منصور ببيان المجلس، معتبراً ان «القرار الاميركي بعدم عرقلته، اشارة الى ان الولاياتالمتحدة تريد نجاح هذه الجهود»، وأن تتحلى اسرائيل بضبط النفس. وأشار ديبلوماسي غربي الى ان منصور لم يشر الى ان البيان دعا «كل الاطراف» الى ضبط النفس وليس اسرائيل فقط. يذكر ان الاتفاق على البيانات الصحافية لمجلس الامن تتم بالاجماع، لكنها غير ملزمة، كما انها ليست جزءاً من المضبطة الرسمية للمجلس. وكثيراً ما يعرقل الوفد الاميركي بيانات مجلس الامن المقترحة التي تدين اسرائيل. وكانت الاشتباكات اندلعت بعد صلاة الجمعة عندما انطلقت مسيرة فلسطينية في باحة الاقصى تدخلت الشرطة الاسرائيلية لتفريقها مستخدمة الرصاص المطاط والغاز المسيل للدموع والقنابل الصوتية. غير ان الشرطة الاسرائيلية قالت انها اقتحمت باحة المسجد الاقصى «بعد رشق المصلّين اليهود عند حائط المبكى بالحجارة»، موضحة انها قامت بإجلاء المصلّين اليهود من باحة الحائط المحاذي للمسجد الاقصى. وغادرت الشرطة الاسرائيلية باحة الاقصى بعيد الظهر بعد محادثات مع هيئة الاوقاف الاسلامية التي تشرف عليه. كما اندلعت مواجهات داخل البلدة القديمة في الشوارع المؤدية الى المسجد الاقصى، وفي حيي رأس العمود وسلوان وبلدة العيسوية خارج اسوار المدينة. وأصيب نحو 30 فلسطينياً بجروح طفيفة في المواجهات، كما اصيب 15 شرطياً بجروح، وأعلنت الشرطة اعتقال ثمانية فلسطينيين. وعقب الاحداث، دانت الرئاسة الفلسطينية «التصعيد الاسرائيلي» في المسجد الاقصى، معتبرة انه يهدف الى افشال مهمة ميتشل. وقال الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل ابو ردينة ل "فرانس برس" ان «التصعيد الاسرائيلي في الاقصى والقدسالشرقية والاماكن الدينية وعموم الاراضي الفلسطينية هدفه تدمير آفاق عملية السلام (...) وإشعال حروب دينية في المنطقة». وفي غزة دانت حكومة «حماس» ما سمته «مجزرة» ترتكبها اسرائيل بحق المقدسات، داعية العرب الى التحرك «العاجل» لانقاذ المسجد الاقصى. من جهته، اتهم وزير الامن الداخلي الاسرائيلي اسحق اهارونوفيتش «حماس» والحركة الاسلامية التي تضم عرباً اسرائيليين بالسعي الى «اشعال الوضع في جبل الهيكل». يذكر ان الاراضي الفلسطينية تشهد توتراً منذ قرر رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو في 21 شباط (فبراير) إدراج الحرم الابراهيمي ومسجد بلال بن رباح (قبر راحيل) على قائمة التراث الاسرائيلي، ما اثار احتجاج العالم الاسلامي وانتقاد المجتمع الدولي.