وثق رسام الغرافيتي اللبناني يزن حلواني واحدة من تراجيديات العصر الحديث التي تعرض بطلها الطفل السوري فارس الخضر للقتل والتشريد، من خلال جدارية «بائع الورد» التي رسمها على أحد الأبنية في مدينة دورتموند الألمانية. وأبدع حلواني جداريته التي رسمها مستخدماً الخط العربي على مبنى في دورتموند ضمن فعاليات مهرجان «هنا» في أيلول (سبتمبر) الماضي. وعمد الفنان اللبناني إلى إظهار ابتسامة فارس الجذابة التي اشتهر بها أثناء بيعه الورد في شارع الحمرا في بيروت. وأُعلن عن مقتل فارس الخضر في تموز (يوليو) الماضي في مدينته الحسكة، لينضم إلى قائمة طويلة من آلاف الأطفال الذين راحوا ضحايا الحرب الدائرة في سورية منذ نحو أربعة أعوام. وقال يزن الحلواني على صفحته في موقع التواصل الاجتماعي «فايسبوك» إنه رسم جدارية فارس «لنشر طاقته الإيجابية في شكل دائم ويسحر المارة بابتسامته الودودة، ليبتاعوا منه الورد». وأضاف أن غرافيتي «بائع الورد» يؤكد أن «الأشخاص الذين غادروا منازلهم بحثاً عن الأمان كانوا على حق، إذ ان فارس لم يأت الى لبنان طواعية، بل كان مجبراً على أن يكون جزءاً من المكان، لأنه لم يكن آمناً في منزله في سورية». واتفق جميع من رثوا فارس على مواقع التواصل الاجتماعي على أن أكثر ما ميز «بائع الورد» الصغير ابتسامته الدافئة المتفائلة التي كانت تبعث فيهم الأمل، مؤكدين أن نظرة منه كانت كافية لإقناعهم بشراء وردة. وذكرت صحيفة «دايلي ميل» البريطانية أن «فارس غادر سورية مع بداية الأزمة هرباً من القتل والدمار، وعمل بائعاً للورد في شارع الحمرا في بيروت، حيث عرفه رواد الشارع، لدرجة انه أصبح معلماً من معالمه». وقتل فارس في غارة جوية للتحالف الدولي ضد تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) على بلدة تل أبيض في محافظة الحسكة في تموز (يوليو) الماضي. من جهة ثانية، كشف تقرير نشرته «منظمة الأممالمتحدة للطفولة» (يونيسف ) في بداية تشرين الأول (أكتوبر) الحالي، أن الحرب السورية شردت أكثر من مليوني طفل، منهم 142 ألفاً و479 طفلاً ولدوا في معسكرات اللجوء. وأكدت أن أكثر من 7 ملايين و600 ألف طفل سوري في حاجة إلى المساعدة العاجلة. وتمكّن «المرصد السوري لحقوق الإنسان» من توثيق تجنيد 1100 طفل في معسكرات قتالية. وأكد أن مليونين و700 ألف طفل سوري حرموا من الذهاب إلى المدرسة. وكان المرصد ذكر في تقرير نشر في آب (أغسطس) الماضي أن 11 ألفاً و964 طفلاً قتلوا منذ آذار (مارس ) 2011. وكان من أبرز قضايا الأطفال في بداية الثورة السورية استشهاد الطفلين حمزة الخطيب وثامر الشرعي جراء التعذيب في معتقلات النظام في نيسان (أبريل) 2011.