أكدت مصادر حزبية في صنعاء أن ممثلي وفد الحوثيين وحزب «المؤتمر الشعبي» الموجودين في العاصمة العُمانية مسقط، وافقوا أمس على خطة للسلام ووقف الحرب من ثمانية بنود، حملها مبعوث الأممالمتحدة إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد إلى الحكومة اليمنية الشرعية في الرياض للرد عليها. وكشفت المصادر أن مشروع الاتفاق المقترح تضمّن موافقة جماعة الحوثيين وحلفائها على تنفيذ قرارات مجلس الأمن بما فيها القرار 2216، وقبولهم عودة حكومة بحاح لممارسة أعمالها لمدة تسعين يوماً، يتم خلالها التوافق على تشكيل حكومة «وحدة وطنية»، إلى جانب موافقة الجماعة على سحب مسلّحيها من المدن وتسليم الأسلحة الثقيلة للدولة، والقبول بمراقبين من الأممالمتحدة لتنفيذ الاتفاق. وأعلن الناطق باسم الحكومة الشرعية اليمنية راجح بادي في تصريحات أدلى بها في الرياض أمس، أن الحكومة تلقّت الصيغة المقترحة للاتفاق عبر المبعوث الأممي، وسترد عليها بعد التشاور مع الرئيس عبدربه منصور هادي والأطراف السياسية المؤيدة للشرعية. وعلى صعيد المعارك مع مسلحي الجماعة، شن طيران التحالف غارات عنيفة على مواقعهم ومخازن للسلاح، ودكّن ثلاث غارات مقر وزارة الدفاع وسط صنعاء، كما طاول القصف معسكر الصيانة ومعسكر ألوية الصواريخ في منطقة فج عطان غرب العاصمة. وأفادت مصادر محلية وشهود بأن غارات استهدفت مواقع للحوثيين والقوات الموالية لهم في محافظات البيضاء وإب وصعدة وحجة ومأرب، وعلى طول الحد الشمالي الغربي، ودمّرت آليات لهم وألحقت بهم خسائر في الأرواح. وفي وقت تستعد قوات الجيش اليمني الموالي للحكومة الشرعية والذي تسانده قوات التحالف العربي بقيادة السعودية، لإطلاق عملية واسعة لتحرير مأرب والجوف واستعادة صنعاء من قبضة الحوثيين، تواصلت أمس المواجهات في مدينة تعز (جنوب غرب)، وأكدت مصادر «المقاومة الشعبية» أنها صدّت هجمات عنيفة للحوثيين وأوقعت قتلى وجرحى بالعشرات. وأضافت أن المقاومة أسرت عدداً من المسلحين الحوثيين واستولت على مركبات لهم، وتمكنت من وقف تقدُّمهم في شارع الأربعين ومنطقة جبل الوعش وفي أحياء كلابة والصفاء وقرب القصر الجمهوري. في غضون ذلك، أعلن تنظيم «القاعدة» في اليمن مسؤوليته عن تنفيذ هجمات ضد مسلحي الجماعة في محافظة البيضاء خلال الأيام الأخيرة، وتبنّى تفجير سيارة مفخّخة في مدينة البيضاء ليل الخميس، أدى إلى مقتل خمسة حوثيين. وفي مدينة عدن المحررة، تحدّثت مصادر أمنية عن اشتباكات ليلية بين مسلحين من «الحراك الجنوبي» وآخرين يُعتقد بأنهم من عناصر التنظيم في أحياء المدينة الشمالية، في وقت استأنف بعض مراكز الشرطة العمل بعد إعادة تأهيلها تحت إشراف خبراء من قوات التحالف. وفي حين أكدت المصادر أن فصائل المقاومة الجنوبية عقدت اجتماعاً اتُّفِق خلاله على أهمية وضع الأسلحة الثقيلة تحت قيادة واحدة وتوحيد الصفوف لمواجهة التحديات الأمنية، روى شهود أن مسلحي «القاعدة» فجّروا الخميس في حي المعلا وسط عدن «قبر الولي الشاطري»، وهو ضريح أثري يعود تاريخه إلى مئات السنين. وفي الرياض أعلن أن القوات البرية وقوات حرس الحدود صدت مسلحين حوثيين وأنصار صالح ومنعتهم من الاقتراب من الحدود السعودية باتجاه الخوبة والطوال. وقالت مصادر عسكرية، إنه تم رصد عدد من الأهداف المتحركة الى الحدود السعودية، تبعها إطلاق عدد من القذائف من عمق الأراضي اليمنية، وتم الرد على مصادر النيران بالرشاشات والمدفعية. و أشارت إلى مقتل عشرات من المسلحين، وشوهد عشرات يفرون باتجاه حرض والمرتفعات اليمنية، وتمت ملاحقتهم بالأباتشي والقضاء على بعضهم، فيما اختفى البعض الآخر في كهوف جبلية تستخدم بمثابة مخازن أسلحة تم دكها بالمدفعية.