مع اقتراب موعد الانتخابات الأميركية، بدأت الصحف تكشف عن قيمة ثروات المرشحين إلى سباق الرئاسة المقبلة في الولاياتالمتحدة والمقررة في عام 2016، وهو موضوع يستقطب في العادة اهتمام الجمهور الأميركي. وكشفت صحيفة "هافنغتون بوست" الإلكترونية الأميركية عن ثروات مرشحي انتخابات الرئاسة وفق إقرارات الذمة المالية التي تقدموا بها الى السلطات، قائلةً إن المرشح الجمهوري ورجل الأعمال البليونير دونالد ترامب، يُعتبر أغنى المرشحين، ويُقدر صافي ثروته بنحو 2.9 بليون دولار، بينما تقدّر مجلة "فوربس" ثروة ترامب بما لا يقل عن أربعة بلايين دولار. وأشارت الصحيفة إلى أنه يصعب تقدير ثروات المرشحين بدقة، لأن المرشح غير مُطالب بتحديد قيمة ممتلكاته، بالإضافة إلى أنه لا يفرض عليه الإعلان عن أصوله كافة، مضيفة أن المرشح الجمهوري جيب بوش، الشقيق الأصغر للرئيس الأميريكي السابق جورج دبليو بوش ونجل الرئيس الأسبق جورج بوش الأب، اختار عدم الإفصاح عن الأصول التي يملكها من إدارته لشركات قابضة عدة. من جهة أخرى ، يختار بعض المرشحين الإعلان عن ثروات زوجاتهم (أو أزواجهن)، بينما يرفض البعض الأخر ذلك. وعلى سبيل المثال، قالت المرشحة عن "الحزب الجمهوري" كارلي فيورينا إن ثروتها تُقدر بنحو 80 مليون دولار بما فيها ثروة زوجها، ما يضعها على رأس قائمة أغنى مرشحي الرئاسة بعد دونالد ترامب طبعاً. وهي شغلت سابقاً منصب الرئيس التنفيذي لشركة "اتش بي". وتجنبت المرشحة الأولى ل"الحزب الديموقراطي" هيلاري كلينتون الإعلان عن ممتلكاتها المشتركة مع زوجها الرئيس الأميركي السابق بيل كلينتون، والتي يقدّرها البعض بلأكثر من 50 مليون دولار. وتبلغ ثروة كلينتون وفق تقديرات "مركز السياسات المسؤولة" نحو 15 مليون و300 ألف دولار. وصرحت كلينتون أثناء الجولة الأولى لها في حملتها الإنتخابية في ولاية أيوا انه "عندما يزيد راتب الرئيس التنفيذي بمقدار 300 مرة عن العامل النموذجي، فهناك بالتاكيد خطأ ما"، مؤكدة أن "التفاوت الواضح في الدخل، سيتصدر أولوياتها فور فوزها في الانتخابات المقبلة". وحاول جراح الأعصاب المتقاعد بي كارسون، بالإضافة إلى حاكم ولاية أركانساس السابق مايك هوكابي، التقليل من أهمية الثروات التي يملكها كل منهما من خلال التركيز على جذورهما المتواضعة. ويمتلك هوكابي، الذي كان يحل في السابق ضيفاً دائماً على شبكة "فوكس نيوز" بعد خسارته في الانتخابات الرئاسية عام 2008، منزلا يُقدر بملايين عدة من الدولارات على شاطئ سانتا روزا، لكنه اختار الإعلان عن حملته من مسقط رأسه في مدينة هوب في ولاية أركانساس. وتُقدر ثروة المرشح الجمهوري السيناتور تيد كروز بنحو ثلاثة ملايين دولار. ويُعد كروز السيناتور الأول من أصول أميركية لاتينية الذي يمثل ولاية تكساس في مجلس الشيوخ، ويحظى بتأييد ما يُعرف ب"حزب الشاي"، أي الجناح المحافظ المتشدد في "الحزب الجمهوري"، بالإضافة الى أنه من أشد منتقدي السياسة التي يتبعها أوباما، بما فيها تلك المتعلقة بقطاع الرعاية الصحية. ويبلغ صافي ثروة المرشح السيناتور راند بول نحو مليون و300 ألف دولار، ويُعد أحد أبرز ممثلي الجناح التحرري في "الحزب الجمهوري"، مثل والده عضو الكونغرس المتقاعد رون بول. ويبلغ صافي ثروة عضو مجلس الشيوخ عن ولاية فلوريدا والمرشح عن "الحزب الجمهوري" ماركو روبيو، نحو 444 ألف دولار، ويُعد أصغر مرشح جمهوري يدخل سباق الرئاسة، وهو شاب يتمتع ب"كاريزما" قوية ولا يجد صعوبة في مناقشة السياسة الخارجية، ويأمل في التغلب على الأفكار الشائعة لجهة ان "الحزب الجمهوري" يجد صعوبة في التواصل مع الناخبين الشباب والمتحدرين من أصول لاتينية أو أفريقية. ويُعد عضو مجلس الشيوخ الأميركي عن ولاية فيرمونت والمرشح الديموقراطي بيرني ساندرز، الأفقر بين مرشحي انتخابات الرئاسة الأميركية المقبلة، إذ تبلغ ثروته نحو 330 ألف دولار. وقال ساندرز الذي يصف نفسه بأنه "إشتراكي – ديموقراطي" "لدينا موقف سياسي الآن، إذ بإمكان أصحاب البلايين شراء الانتخابات والمرشحين".