انطلقت أمس الجولة الثانية من الانتخابات التشريعية العراقية باقتراع المهاجرين في 16 دولة عربية وأجنبية، وعددهم نحو مليون و400 ألف ناخب، وسط خروقات سجلتها الاطراف السياسية. وأعلنت المفوضية العليا المستقلة للانتخابات ان «الاقبال على صناديق الاقتراع كان كبيراً، وسجلت عدداً من الخروقات والاشكالات في بعض المكاتب المنتشرة في عدد من الدول، وسط توقعات بأن تكون النتائج محسومة للقوائم العلمانية، بحسب استطلاعات الرأي. وأفاد عضو مجلس المفوضية كريم التميمي في تصريح الى «الحياة» ان «اليوم الاول من انتخابات الخارج شهد اقبالاً واسعاً في مراكز الاقتراع المنتشرة في 16 بلداً عربياً وأجنبياً». وأشار الى ان «أول جالية عراقية اقترعت هم المقيمون في مدينة بيرغن في استراليا، حيث تتزامن الساعة الثامنة من صباح الجمعة لديهم مع الساعة الثانية عشرة من مساء الخميس بالتوقيت المحلي لبغداد أعقبهم بعد ساعة واحدة العراقيون المقيمون في سيدني». وأشار إلى أن «عدد الناخبين المسموح لهم بالاقتراع في الخارج يصل الى مليون و400 ألف»، مضيفاً ان «هذا العدد حدد في احصاءات وزارة الهجرة والمهجرين والمفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة، لافتاً الى ان فتح مراكز الاقتراع تم وفق معايير خاصة تتعلق بعدد العراقيين الموجودين في الخارج وموافقة الدول على فتح مراكز الاقتراع فيها». لكن «القائمة العراقية» بزعامة رئيس الوزراء الاسبق اياد علاوي اعلنت في مؤتمر صحافي امس تسجيل خروقات في انتخابات الخارج. وجاء في بيان للكتلة ان المفوضية منعت العراقيين الذين يحملون جوازات السفر نوع g و s من التصويت داعية المفوضية الى تدارك الموقف. ويحمل العراقيون نحو خمسة انواع من جوازات السفر الصالحة للاستخدام في الخارج هي n و h و a و s و g والجوازان الاخيران هما الاكثر استخداما. وقال علاوي خلال المؤتمر ان كتلته قدمت الى المفوضية والأمم المتحدة ملفاً عن الخروقات التي حصلت في الاقتراع الخاص الخميس، وانها لن تسمح بحدوث تزوير في الانتخابات، وستتخذ مواقف اذا ثبت حدوث هذا التزوير. واشار الى ان طائرات تابعة للدولة وزعت على مناطق عدة من بغداد منشورات تحرض ضد قائمته اضافة الى توزيع اقراص مدمجة في المساجد هدفها النيل منه، لكنه اكد في المقابل «ان كل تلك المحاولات لن توقف عجلة التغيير». ومعلوم ان الإنتخابات في الخارج تختلف عن الانتخابات العامة والانتخاب الخاص داخل العراق لعدم وجود سجل انتخابي ينظم اسماء الناخبين وأهليتهم، بسسب تباين الاحصاءات، وعدم تسجيل معظمهم اسمائهم لدى السفارت. وعن الاجراءات التي اتخذتها المفوضية للحيلولة دون حصول تزوير في انتخابات الخارج اشار مدير العمليات وليد الزيدي في تصريح الى «الحياة» إلى ان «هناك وثائق معتمدة للناخبين والناخب سيسوط بطريقة الاقتراع المشروط»، موضحاًُ أن «ورقة الاقتراع ستوضع في ظرف خاص، ثم تنقل إلى ظرف آخر أكبر حجماً يحتوي الوثائق التي سمحت للناخب بالاقتراع. وترسل تلك الوثائق الى مكتب بيانات الخارج في اربيل لإجراء المطابقة». وعن الاشكالات التي جرت في عدد من المراكز الانتخابية امس في ايران وسورية والامارات بمنع المئات من الاقتراع، لفت الزيدي الى «ان السبب يعود الى عدم جلب هولاء الناخبين وثائق تؤكد عراقيتهم، اذ تم طلب وثيقتين في حال كان جواز السفر نوع s استدعى التشديد على ضرورة جلب وثيقتين». وأشار الى ان «لدى مكتب المفوضية في بغداد سجلاً انتخابياً الكترونياً افتراضياً لأعداد العراقيين في الخارج الذين يحق لهم التصويت ستتم مقارنتها مع سجلات الناخبين الذين شاركو في الانتخابات وسيتم حذف أي اسم لا يتطابق مع السجل الالكتروني». br / الى ذلك قال المدير التنفيذي لشبكة «تموز» لمراقبة الانتخابات علي الدجيلي في تصريح الى «الحياة» ان «مكاتب الشبكة تسلمت اليوم (امس) تقارير من مراقبيها المنتشرين في الدول، تشير الى خروقات ومشكلات في الاقتراع». وأضاف: «ان موظفي المفوضية في مكتب عمان في الاردن لا يمتلكون الكفاءة اللازمة لادارة الانتخابات فيما حصل ارباك كبير في مكاتب المفوضية في ايران والامارات العربية المتحدة بسبب منع العشرات من الناخبين من الاقتراع لعدم جلبهم اكثر من وثيقة شخصية تثبت عراقيتهم». الى ذلك رجحت القائمة العراقية بزعامة اياد علاوي ان تكون نتائج انتخابات الخارج لصحالها. وقالت الناطقة باسم القائمة ميسون الدملوجي في تصريح الى «الحياة» ان «القائمة تتمتع بشعبية كبيرة لدى العراقيين في الخارج بسبب مواقفها من القضايا والمشكلات التي واجهوها».