إذا كان التعافي من «كورونا» عرف طريقه إلى مدينة الملك عبدالعزيز الطبية في الشؤون الصحية بوزارة الحرس الوطني بعد أشهر من تفشي الفايروس كورونا، الذي دهمها بشكل «مفاجئ»، وأدى إلى إغلاق المدينة مدة ناهزت الشهرين، فإن الفايروس المثير يتجه إلى غزو أكبر مؤسسة أكاديمية نسائية في السعودية. إذ أعلنت جامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن في الرياض تسجيل حالة إصابة «مؤكدة» لوافدة آسيوية، فيما ثلاث حالات أخرى مشتبه في إصابتها بالفايروس. وأبلغت مصادر «الحياة» أن الجامعة وضعت ملصقاً في مبنى كلية اللغات والترجمة، أكد وجود حالة إصابة «مؤكدة» بين العاملات في الكلية. وأعلنت عبر النداء الداخلي عن وجود حالات إصابة، مطالبة الطالبات ب«أخذ الاحتياطات اللازمة». وأكّد وكيل وزارة الصحة للصحة العامة رئيس مركز القيادة والتحكم الدكتور عبدالعزيز بن سعيد، عبر حسابه في موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، تشخيص أربع حالات «كورونا» بين العاملات في إحدى الشركات المرتبطة بعقد عمل مع الجامعة. وقال: «إن العدوى وقعت دخل سكن العاملات المكون من ثلاث غرف، تضم 36 عاملة». وبين بن سعيد أنه «لم تسجل أي حالة بين طالبات الجامعة»، مؤكداً أنه تم عزل المصابات بالفايروس في مقر السكن، ومنع بقية العاملات من الذهاب إلى العمل خلال فترة الحضانة. وفيما بدأ الفايروس الغامض غزو المنشآت الصحية منذ الإعلان عن أول إصابة «مؤكدة» منتصف 2012، إلا أن المؤسسات الأكاديمية لم تكن بمنأى عنه، إذ شهد مطلع العام الحالي إغلاق قسم الطوارئ في المدينة الطبية التابعة لجامعة الملك سعود جراء تسجيل عدد من حالات «كورونا»، إلا أن تحذيرات متكررة من خطورة انتشاره في المؤسسات التعليمية بدأت مطلع العام الدراسي الحالي. وأثار تداول أنباء ظهور الفايروس حال من «الرعب» في صفوف طالبات كلية اللغات والترجمة في جامعة الأميرة نورة أمس. وأوضحت إحدى طالبات الكلية (فضلت عدم كشف هويتها) ل«الحياة»، أن «حال من الهلع أصابت الطالبات بعد إعلان مسؤولي الأمن عبر النداء الآلي، عن وجود حالات إصابة بالفايروس»، مضيفة: «توجهنا إلى مبنى عمادة الكلية، لمقابلة العميدة. إلا أنها لم تكن موجودة، ما أثار مزيداً من الخوف لدى الطالبات». ودعت الطالبة إلى «مزيد من الاحتياطات الوقائية واخلاء المبنى، لتعقيمه، حفاظاً على سلامة الطالبات»، لافتة إلى أنها حضرت إلى الكلية أمس بسبب موعد اختبار محدد مسبقاً، على رغم رفض أسرتها ذهابها. بدورها حاولت «الحياة» التواصل مع إدارة العلاقات العامة والإعلام في جامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن إلا أنها لم تتلق أي رد. يذكر أن مركز القيادة والتحكم التابع لوزارة الصحة أعلن في بيانه اليومي أمس أن إجمالي عدد حالات الإصابة بفايروس كورونا منذ ظهوره في حزيران (يونيو) 2012 بلغ نحو 1255 حالة، توفي منهم 539، بنسبة تصل إلى 43 في المئة. وتم تسجيل 704 حالات شفاء من الفايروس. فيما لا تزال 12 حالة قيد التقصي.