شنت حركة "طالبان" أمس (الاثنين) هجوما للسيطرة على مدينة غزني، عاصمة ولاية غزني شرق افغانستان، بعد اسبوعين على هجومها على مدينة قندوز شمال البلاد. وقال نائب حاكم ولاية غزني محمد علي احمدي إن "حوالى 2000 مقاتل من طالبان شنوا في الصباح هجوماً من انحاء عدة باتجاه غزني"، مضيفاً أن "مقاتلي الحركة تمكنوا من الاقتراب لمسافة خمسة كيلومترات من المدينة، ما أدى إلى حصول معارك شرسة صدت خلالها القوات الافغانية الهجوم". من جهته، أكد نائب رئيس شرطة الولاية اسد الله شجاعي غزني إن "جهود الحركة للسيطرة على المدينة فشلت"، في الوقت الذي تسببت المعارك في اغلاق المتاجر والمدارس، وفرار العديد من سكان المدينة. ويأتي هذا الهجوم بعد اسبوعين على تمكن متمردي "طالبان" من السيطرة لايام قليلة على مدينة قندوز الاستراتيجية شمال البلاد، ما شكل أكبر انتصار للحركة منذ سقوط نظامها في 2001. وسبب ذلك أيضاً نكسة كبيرة للرئيس اشرف غني الذي يتولى الحكم منذ سنة، إذ لم تستطع القوات الافغانية التصدي للهجوم، الا بعد تلقيها دعماً جوياً من طيران "حلف شمال الاطلسي" (ناتو)، ما يكشف الصعوبات التي تواجهها لاحتواء المقاتلين المتطرفين. ومع توسيع "طالبان" عملياتها الى ولايات بدخشان وبغلان وتخار، لن يتمكن الجيش الافغاني من الاستعانة بدعم الحلف على الارض، إذ يكتفي "ناتو" منذ انتهاء مهمته القتالية، بمهمات استشارية وتدريبية.