خارج حدودها، لا تلقى روسيا ولا رئيسها فلاديمير بوتين الكثير من التأييد أو الدعم، وفقاً لاستطلاع رأي حديث أجراه مركز «بيو» الأميركي، إذ إن 30 في المئة فقط ممن شملهم الاستطلاع ينظرون إلى روسيا نظرة إيجابية، و 24 في المئة فقط يثقون ببوتين وفي صحة ما يفعله في الشؤون العالمية. وشمل الاستطلاع 45.435 شخصاً في 40 دولة وأجري في الفترة من 25 آذار (مارس) إلى 27 أيار (مايو) 2015. وكانت الآراء حول روسيا في غالبيتها تشاؤمية في 26 دولة، و أكثرها سلبية كانت في بولندا والأردن اذ بلغت 80 في المئة، في الأولى بسبب الإرث الطويل من التوترات بين البلدين، وفي الأردن ربما بسبب دعم موسكو نظام الرئيس بشار الأسد في سورية، جارة الأردن ومصدر مئات الآلاف من اللاجئين الى عمان. والمشاعر المعادية لروسيا جاءت عالية أيضاً في شكل خاص في إسرائيل (74 في المئة)، واليابان (73 في المئة)، وألمانيا (70 في المئة) وفرنسا (70 في المئة). في المقابل، كانت شعبية روسيا في الخارج في أعلى مستوياتها في فيتنام ( 75 في المئة)، وهناك دولتان فقط من الدول الأخرى أبدى فيها أكثر من نصف الذين استطلعت آراؤهم ثقتهم بروسيا، وهما غانا (56 في المئة)، والصين (51 في المئة). وبيّن التقرير أن الآراء حول روسيا تختلف أيضاً باختلاف الأجيال، إذ إن الأميركيين الذين تبلغ أعمارهم 50 سنة فما فوق هم أكثر تشاؤمية وعداء لموسكو (78 في المئة) من الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و29 سنة (56 في المئة). والفجوة بين الأجيال مشابهة في كندا حيث يملك (69 في المئة) من الكنديين كبار السن نظرة سلبية تجاه روسيا، مقارنة ب (47 في المئة) يملكون النظرة نفسها من الفئة الأصغر سناً. والأمر نفسه لوحظ في إسبانيا حيث يملك (72 في المئة) من كبار السن نظرة سلبية إلى روسيا مقابل (53 في المئة) لدى الأصغر سناً، وكذلك أستراليا (70 في المئة مقابل 51 في المئة). *صورة بوتين أسوأ من صورة روسيا ووفق الاستطلاع فإن صورة بوتين أسوأ من صورة روسيا في الخارج، إذ في دولتين فقط من بين 39 دولة شملتها الدراسة خارج روسيا، رأى فيهما المستطلعة آراؤهم أن الرئيس الروسي يفعل الشيء الصحيح في إدارة الأزمات والشؤون العالمية، وهما فيتنام (70 في المئة)، والصين (54 في المئة). ومع ذلك، لا يزال بوتين يحظى بشعبية في داخل روسيا إذ يؤيده 88 في المئة. وفي المتوسط فإن 58 في المئة في كل أنحاء العالم يحملون رأياً سلبياً عن بوتين. وتأتي إسبانيا في مقدم الدول المنتقدة للرئيس الروسي ب 92 في المئة، تليها بولندا (87 في المئة)، وفرنسا (85 في المئة)، وأوكرانيا (84 في المئة)، فيما ثلاثة أرباع المستطلعة آاراؤهم في اوروبا الغربية وأميركا الشمالية لا يبدون راياً إيجابياً إزاء بوتين، وكذلك الغالبية في الشرق الأوسط. وتجدر الإشارة إلى أن نسبة كبيرة من الذين شملهم الاستطلاع في آسيا وأفريقيا لا يبدون راياً في الرئيس الروسي، كما حصل في باكستان (56 في المئة)، إثيوبيا (52 في المئة)، والهند (49 في المئة)، و السنغال (43 في المئة)، وإندونيسيا (42 في المئة). ويقول هؤلاء إنهم لا يعرفون كيف يشعرون تجاهه. ويرى المتابعون للشأن الروسي أن صورة موسكو والرئيس بوتين ازدادت سوءاً مع تدخله في سورية إلى جانب الأسد، إذ إن غالبية دول العالم ترى في الرئيس السوري شخصاً فاقداً لشرعيته، ارتكب ولا يزال العديد من الجرائم تجاه شعبه، ابتداء باستخدامه أسلحة محظورة في مواجهة المدنيين، وليس انتهاء بالبراميل المتفجرة، الأمر الذي انعكس على صورة وسمعة موسكو والرئيس الروسي عالمياً.