شددت سفيرة بريطانيا في بيروت فرانسيس ماري غاي على أهمية زيارة الرئيس ميشال سليمان للندن التي تبدأ اليوم باعتبارها أول زيارة رسمية يقوم بها رئيس لبناني، وبدعوة من الحكومة البريطانية، مشيرة الى اهمية رمزية لقائه مع الملكة إليزابيث الثانية للمرة الأولى، على رغم ان الزيارة ليست زيارة دولة (التي تتم عادة بدعوة من الملكة) بل زيارة رسمية بدعوة من الحكومة البريطانية ورئيسها غوردن براون. وذكرت غاي انه سبق لرئيس لبناني ان زار بريطانيا زيارة عمل بناء لطلبه هو الرئيس السابق امين الجميل في الثمانينات، لكنها المرة الأولى التي تتم زيارة رئيس لبناني بدعوة رسمية، حيث سيقابل براون ووزير الخارجية ديفيد ميليباند ووزير الدفاع، ويلتقي الأمير اندرو في إطار اجتماع مع رجال الأعمال البريطانيين واللبنانيين من اجل محادثات اقتصادية. وأوضحت السفيرة غاي في لقاء مع صحافيين لبنانيين في بيروت للإضاءة على «اهمية» الزيارة ان توقيتها مهم لأن لبنان يمر في مرحلة انتقالية، وللتأكيد ان الرئيس اللبناني رمز للدولة اللبنانية في مرحلة انتقالية ستشهد تغيير نواب البرلمان اللبناني والحكومة بعد الانتخابات المقبلة في 7 حزيران (يونيو) المقبل «ونحن نريد تشجيع الرئيس ودعمه كرمز لاستقلال لبنان». وقالت غاي رداً على سؤال ان محادثات الرئيس اللبناني مع الحكومة البريطانية ستتناول دعم الاستقرار في لبنان وإجراء الانتخابات والقيام بالإصلاحات التي تأخرت فضلاً عن الوضع في المنطقة «ونحن قلقون إزاء تطوراتها، لا سيما ان للبنان دوراً مهماً فيها إن بالنسبة الى قضية اللاجئين الفلسطينيين في لبنان أو بالنسبة الى علاقات لبنان مع سورية وغيرها من الأمور». ولفتت الى أن وزراء الخارجية فوزي صلوخ والاقتصاد محمد الصفدي والصحة محمد خليفة سيرافقون سليمان. ونفت السفيرة غاي اي علاقة بين الزيارة وبين الحوار الذي أعلنت لندن عنه بينها وبين «حزب الله» وتحديداً ما تسميه الجناح السياسي فيه... وقالت: «نحن نقر بأن حزب الله مهم في السياسة اللبنانية ولدينا علاقة مع نواب الحزب مثل العلاقة مع نواب أي فريق آخر وليس لدينا توجه بأن نلعب اي دور خاص في هذا المجال». وعن الموقف من الحكومة التي ستتشكل بعد الانتخابات إذا فاز «حزب الله» وحلفاؤه بالأكثرية قالت: «سننتظر نتائج الانتخابات ونحن نتعامل مع الحكومة التي تُشكل». وأشارت الى انه لم يحصل لقاء معين بعد الإعلان عن نية بريطانيا الحوار مع «حزب الله» رافضة الخوض في تفاصيل ملابسات ذلك، لكنها أكدت ان الحوار مع الحزب «أمر عادي لأنه يفترض ان تكون هناك علاقة بيننا وبين الأشخاص المنتخبين ومنطقنا نحن في ذلك هو التمييز بين الجناح السياسي والجناح العسكري في الحزب» الذي يمكن ان يكون متهماً بالإرهاب... ورداً على سؤال عما اذا كان انتخاب شخص متهم بالإرهاب، في البرلمان يغير من صفته قالت: «لا... والمنتخب يفترض انه ليس هو الذي يقوم بعمل إرهابي». وأشارت غاي الى التباين في الرأي بين حكومة بلادها وبين الولاياتالمتحدة من الحوار مع الحزب وإلى «أن لكل دولة سياستها المستقلة والتباين قديم مع واشنطن في هذا الصدد فنحن نعتقد اننا مستمرون في سياسة تفضيل الحوار مع «حزب الله» لأنه مفيد أكثر من عدمه». ونفت ان يكون رئيس الحكومة فؤاد السنيورة أثار معها موضوع الحوار مع الحزب «لكن (زعيم تيار المستقبل) النائب سعد الحريري قال اثناء زيارته الأخيرة للندن رداً على سؤال صحافي انه مع اي حوار مع اي حزب داخل الحكومة». ونفت كذلك ان تكون هناك مشاريع لحوار بريطاني مع «حماس»، مشيرة الى ان النواب البريطانيين انفسهم الذين دعوا النائب في «حزب الله» حسين الحاج حسن لزيارة لندن هم الذين فتحوا حواراً مع «حماس». وأكدت غاي ان لبلادها مشاريع دعم مالي بالتعاون مع «الأونروا» للاجئين الفلسطينيين ومع منظمات غير حكومية بمئة مليون جنيه استرليني، فضلاً عن 250 ألف جنيه لتمويل نزع الألغام في نهر البارد. كما تحدثت عن برنامج متواضع لمساعدة لبنان في مجال مكافحة الإرهاب وفي أمن المطار. وقالت ان هناك تنسيقاً ونقاشاً دائمين بين بريطانيا ودول الاتحاد الأوروبي لدعم الرئيس سليمان، خصوصاً بعد إضعاف الرئاسة في السنوات الثلاث الأخيرة في عهد الرئيس اميل لحود والتي أدت الى خفض الدعم للرئيس اللبناني. وفي لندن، قال الناطق باسم الخارجية البريطانية باري مارستون ان «الزيارة مهمة جداً من وجهة نظر بريطانيا وتأتي نتيجة توافق بين الدولتين وتمثل ايضاً اهمية خاصة لكليهما من اجل تنظيم أولوياتنا المشتركة في لبنان ومنطقة الشرق الأوسط». وأضاف مارستون في حديث مع وكالة «يو بي أي»: «نرى ان اختيار سليمان (كرئيس توافقي) كان حدثاً مهماً في إطار اتفاق الدوحة بين التيارات اللبنانية، ولعب دوراً محورياً في تعزيز الحوار والمصالحة مع الأطراف اللبنانيين، ونعتبر ان الشهور الماضية كانت ايجابية على صعيد تبديد أجواء التوتر التي شهدناها في الماضي وتمهيد الأجواء المناسبة لإجراء الانتخابات البرلمانية». وفي شأن القضايا التي ستناقش خلال الزيارة، قال مارستون: «يتفق كل من البلدين على اهمية إقامة سلام حقيقي وشامل ودائم في المنطقة وحل إقامة دولتين بين اسرائيل والفلسطينيين كجزء من عملية السلام بين اسرائيل وجميع جيرانها وفي إطار المبادرة العربية للسلام». كما أشار الى ان هناك «قضايا مهمة أخرى تخص لبنان بما في ذلك إنجاح الانتخابات البرلمانية والتي التزمت بريطانيا مساعدة المؤسسات اللبنانية في عملية مراقبتها ومساعدة اللجنة المسؤولة عن الشفافية، الى جانب مناقشة المحكمة الخاصة بلبنان وتعزيز التجارة بين البلدين». وأعرب عن ارتياح بلاده الى «سير العلاقات بين دمشقوبيروت. وكان أحد اسباب عودة الدفء الى العلاقات الثنائية بين بريطانيا وسورية وقيام وزير الخارجية (ديفيد ميليباند) بزيارة سورية في الأشهر الأخيرة الخطوات الإيجابية التي اتخذتها دمشق على هذا الصعيد».