توافقت مصر وفرنسا على أهمية التحرك المشترك لحل الأزمة الليبية ومكافحة الإرهاب. وشهدت المحادثات المصرية- الفرنسية أمس توافقاً على أن «مستقبل سورية ليس مع الرئيس بشار الأسد»، وتبايناً حول كيفية الوصول إلى هذا المستقبل. وكان الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي ورئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس بحثا في قصر الاتحادية أمس وبعد مراسم توقيع إعلان نوايا بين وزارة الدفاع في فرنسا ومصر يتعلق بالتعاون في مجالي الأمن والدفاع، وعقد شراء مصر حاملتي طائرات مروحية من طراز «ميسترال»، القضايا الإقليمية والدولية، خصوصاً تطورات الأوضاع في سورية وليبيا واليمن، وسبل استئناف عملية السلام في الشرق الأوسط. وأجرى فالس محادثات لاحقة مع رئيس الوزراء المصري شريف إسماعيل ركزت على البحث في زيادة الاستثمارات الفرنسية في مصر. وشارك رئيس الوزراء الفرنسي في لقاء حضره رجال أعمال من البلدين. ومن المقرر أن يلتقي اليوم شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب. واستأثرت الأزمة الليبية بجانب كبير من المناقشات، وكان هناك تبادل مفصل لوجهات النظر حول المحادثات التي جرت تحت إشراف الأممالمتحدة، وأوضاع المجموعات الإرهابية في ليبيا ومسألة اللجوء، وتم الاتفاق على أن يكون هناك تحرك مشترك حول الموضوع الليبي في شأن التقدم نحو حل، اعتماداً على أن مصر بإمكانها أن تقوم بجهود مع مجموعة طبرق، المقربة منها، وفرنسا بإمكانها أن تبذل جهوداً مع الآخرين عبر اعتماد علاقتها مع الجزائر. وتم التطرق أيضاً إلى الوضع السوري، وجرى البحث في الظرف الجديد في سورية بعد التدخل الروسي، واعتبرت باريس أن هناك اتفاقاً بالمبادئ بين فرنسا ومصر حول إعطاء الأولوية لمكافحة «داعش»، وضرورة العمل مع القيادة الروسية. وعلمت «الحياة» أن الموقف المصري بالنسبة للانتقال في سورية ليس متطابقاً كلية مع الموقف الفرنسي، إذ إن مصر تعتبر أن الانتقال في سورية يمكن أن يتم مع بقاء الأسد سنة أو سنتين، علماً أنه لن يكون (الأسد) مستقبل البلد، ولكن بإمكانه أن يبقى خلال مفاوضات الحل، في حين تعتبر فرنسا كما أكد رئيس حكومتها، بعد محادثاته مع نظيره المصري شريف إسماعيل، أن أي انتقال سياسي في سورية لا يمكن أن يكون مع بشار الأسد، ولكن التحليلين يقرّان بأن «لا مستقبل في سورية مع بشار الأسد». واستعرض السيسي مع ضيفه الفرنسي المشاريع الاقتصادية الكبرى وكانت هناك رغبة مشتركة لدفع الشراكة الاستثنائية بين البلدين. وقال بيان للرئاسة المصرية إن فالس أكد أن مصر المستقرة والمتقدمة تعد ركيزة أساسية للأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا ويمتد تأثيرها إلى أوروبا أيضاً، وأنه سلم السيسي دعوة موجهة من الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند لحضور افتتاح مؤتمر الدول الأطراف للاتفاقية الإطارية لتغير المناخ الذي سيعقد في باريس في ديسمبر المقبل. وقال المتحدث باسم الرئاسة المصرية السفير علاء يوسف، إن الأزمة الليبية استأثرت بجزء مهم من المحادثات، حيث توافقت رؤى الجانبين بشأن أهمية العمل على مساعدة وتشجيع الأطراف الليبية على المضي قدماً في تنفيذ «اتفاق الصخيرات»، والعمل على تشكيل حكومة الوحدة الوطنية، وأكد السيسي أهمية رفع حظر السلاح المفروض على الجيش الليبي ليضطلع بمسؤولياته في حفظ الأمن والنظام في البلاد. وشهد رئيسا وزراء مصر وفرنسا مراسم توقيع عدد من الاتفاقات الاقتصادية والتنموية. ورحب رئيس الحكومة المصرية بالعلاقات العسكرية المتنامية بين البلدين، معتبرا أن شراء مصر حاملتي الطائرات «ميسترال» خطوة إضافية على صعيد الارتقاء بعلاقات التعاون الثنائي، وشكر للحكومة الفرنسية ما تقدمه من دعم للجهود المصرية فى مواجهة الإرهاب.