ذكر مصدر دبلوماسي مصري أن الرئيس المصري، عبدالفتاح السيسي، سيشهد، اليوم السبت، التوقيع على صفقة حاملتي الطائرات ميسترال اللتين اشترتهما مصر من فرنسا أخيرا. وقال ل"العربية.نت" إن التوقيع على الصفقة سيكون بحضور رئيس الوزراء الفرنسي، مانويل فالس، الذي يزور القاهرة حاليا في إطار جولة شرق أوسطية تبدأ من القاهرة، وسيبحث فيها مع السيسي وكبار المسؤولين المصريين تطورات الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط. وبعد إلغاء باريس بيع روسيا سفينتين حربيتين من نوع ميسترال بسبب الأزمة في أوكرانيا، توصلت فرنسا إلى اتفاق مع القاهرة التي ستشتريهما بحوالي 950 مليون يورو. لكن أجهزة رئيس الوزراء الفرنسي أشارت مباشرة قبل الزيارة إلى أن البلدين "في مرحلة وضع اللمسات الأخيرة على العقد التجاري" لشراء هاتين السفينتين الحديثتين، ما يبعث على الاعتقاد بأنه لا يزال يتوجب تسوية بعض التفاصيل. ووصل فالس يوم السبت إلى مصر في محطة أولى من جولة لأربعة أيام في الشرق الأوسط ستقوده أيضا إلى الأردن والسعودية، وتتمحور حول المبادلات الثنائية والنزاعات الإقليمية. فالس يعتزم أيضا أن يبحث في القاهرة وأثناء المحطات الأخرى في جولته مختلف النزاعات الإقليمية، مثل سوريا والتدخل الروسي في هذا البلد، إضافة إلى التوتر الشديد حاليا بين الإسرائيليين والفلسطينيين. وسيستقبل السيسي رئيس الوزراء الفرنسي على مأدبة الغداء بعيد وصوله إلى القاهرة، قبل أن يلتقي فالس نظيره المصري شريف إسماعيل. وكشف السفير المصري في باريس إيهاب بدوي أنه من المقرر أن يتم التباحث بين السيسي ورئيس الوزراء الفرنسي حول القضايا الإقليمية والدولية محل الاهتمام المشترك، وتطورات الأوضاع في سوريا وليبيا واليمن، فضلا عن سبل استئناف عملية السلام في الشرق الأوسط في ضوء التصعيد الذي تشهده القدس والأراضي الفلسطينية. وذكر أن فالس سيجري مباحثات مع رئيس الوزراء المصري إسماعيل لبحث زيادة الاستثمارات المشتركة. كما سيشهد الجانبان التوقيع على عدد من الاتفاقيات، من بينها اتفاق تنفيذي بقيمة 40 مليون يورو لتمويل القرض الخاص بمشروع توليد الطاقة الكهربائية بواسطة الخلايا الفوتوفولتية في مدينة "كوم أمبو" بالصعيد بقدرة 20 ميغاوات، والتوقيع على اتفاق منحة بقيمة 30 مليون يورو لتمويل المشروعات الصغيرة والمتوسطة في المجال الزراعي. وأضاف أن رئيس الوزراء الفرنسي سيشارك في لقاء اقتصادي موسع يحضره عدد كبير من رجال الأعمال الفرنسيين والمصريين ورؤساء كبريات الشركات الفرنسية، فيما سيلتقي في اليوم التالي بالدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر. هذا وتشدد أوساط فالس على "المسار الواعد" للعلاقات الفرنسية المصرية على المستوى السياسي والتجاري. واشترت مصر في فبراير الماضي من فرنسا 24 طائرة رافال قتالية وفرقاطة متعددة المهمات، وهي سفينة ضخمة بطول 142 تقدر قيمتها ب5.2 مليار يورو مع تجهيزات وتدريب. ويرافق وزير الدفاع جان ايف لودريان، فالس في أطول جولاته إلى الخارج منذ تسلم مهامه على رأس الحكومة الفرنسية في مارس 2014. كما سيكون في عداد الوفد ممثلو نحو 20 شركة فرنسية. وتهتم القاهرة أيضا بمواصلة توسيع مترو القاهرة وتجهيزه، علما أن شركات فرنسية تتولى ذلك أصلا، وكذلك بأقمار صناعية للاتصالات.