دورة جديدة من معرض الرياض الدولي للكتاب، الذي يعد الأكبر عربياً في قوته الشرائية باعتراف مسؤولي دور النشر المحلية والعربية، انطلقت مساء أول من امس، وبلغ عدد الدور المشاركة هذه السنة 650 داراً تعرض نحو ربع مليون عنوان. واختار المعرض الذي يستمر عشرة أيام وتصاحبه فعاليات ثقافية متنوعة، السنغال ضيف شرف لهذه الدورة. وكانت الجهات المعنية في وزارة الثقافة سارعت إلى ترجمة روايات وقصص سنغالية إلى العربية، متيحة امام الزوار فرصة قراءتها تكريماً للثقافة السنغالية وتقديراً لرموزها. وقال وزير الثقافة والإعلام عبدالعزيز خوجة، في حفلة الافتتاح وسط حضور كبير يتقدمه وزير الثقافة السنغالي، إن «العالم العربي يعيش اليوم عصر الكتاب السعودي»، وأن المجتمع السعودي «شب عن الطوق وغادر مراهقته»، مشيراً إلى أن السعوديين قراء من الدرجة الأولى، ويُظهرون حرصاً على اقتناء الكتب التي تحتل حيزاً كبيراً من اهتماماتهم. وعبر وزير الثقافة السنغالي محمد بوصوليي، خلال كلمته، عن تقدير كبير لاختيار السعودية بلده ليكون ضيف شرف هذه الدورة، مستعرضاً محطات مهمة في الأدب والثقافة السنغاليين. وكان مثقفون عبروا قبيل انطلاق المعرض، عن خشيتهم من الرقابة، ما دعا وزارة الثقافة إلى نشر بيان صحافي تؤكد فيه أن المعرض سيكون خالياً من أي رقابة، وأن كل الكتب ستكون متاحة أمام الزوار. ولكن ما إن مضت ساعات قليلة على إعلان لجنة تحكيم جائزة «بوكر» للرواية العربية فوز الروائي السعودي عبده خال بالمرتبة الأولى، حتى انتشر خبر منع روايته «ترمي بشرر». وهذا ما أكدته دار الجمل، ناشرة الرواية، وكانت حملت إلى المعرض مئات النسخ من الرواية، غير أنها، في ما يبدو، ستضطر إلى العودة بها من دون أن يمسها أحد، ما لم تسارع إدارة المعرض إلى إلغاء قرار المنع. واللافت أن الرواية كانت متواجدة في الدورة السابقة من المعرض، وحققت مبيعات عالية، نظراً إلى ما تتمتع به روايات عبده خال من رواج، في أوساط القراء السعوديين. وشهدت حفلة تدشين الدورة الجديدة حدثاً يعد الأول من نوعه، فقد ألقت شاعرة سعودية (اعتدال الذكرالله) قصيدة الافتتاح، على غير عادة المعرض، الذي يختار دوماً شاعراً لهذه المهمة. وقرأت ايضاً القاصة شريفة الشملان كلمة المثقفين السعوديين، وطالبت فيها بوجود ملموس للمرأة في مرافق وزارة الثقافة، وبدور مؤثر في صنع القرار الثقافي.