بعد أن تبخر حلم اليمني إبراهيم يوسف في إكمال دراسته الجامعية في روسيا إثر نيله الشهادة الثانوية، ارتضى أن يذهب إلى السعودية كهربائياً، بدلاً من دراسة الطب في روسيا، لكن حلماً ظل يراوده، حتى غدا «صانع أفلام تعليمية» ووكيلاً حصرياً لبرامج الأطفال. واستمرت التحولات في حياة إبراهيم، حتى عمل في إنشاء التوصيلات الكهربائية للتلفزيون في المنازل قبل الإنترنت والأطباق التلفزيونية، ومنها صناعة أفلام الفيديو التعليمية. بيد أن المطاف انتهى به «بائع خواتم وقطع أثرية» في خيام التسوق، بعد أن خذله شريكه، وأفسد عليه حصاد زهرة شبابه. وقال المنتج اليمني ل«الحياة»: «إن دخول سوق إنتاج الأفلام بدأ صدفة، بسبب تعذر ذهاب عمال آسيويين اختصاصيين في تنفيذ الشبكات التلفزيونية من مقر الشركة في جدة إلى الطائف في أحد القصور، وتم حينها تكليف الشركة القيام بالمهمة، بسبب إقفال طريق الهدا». وبعد نجاح إبراهيم في المهمة بدأت قصة التحولات في حياته، إذ طلب منه صاحب القصر أن ينفذ العمل نفسه في قصور أخرى يملكها. ولأن الفيديو حينها يعرض الأفلام، بما فيها من تجاوزات، طلب منه صاحب العمل أن يقوم بإنتاج الأفلام المقتناة من جديد، ليستطيع عرضها أمام أطفاله. وكان الطلب السابق أولى خطواته لمعرفة طرق منتجة الأفلام، ليطلق بعدها شركة لإنتاج الأفلام التعليمية وتسويقها على الجامعات والتعليم العام في السعودية وخارجها، بالشراكة مع أحد الأشخاص. وبدأ جولة في عدد من دول العالم، ليطلع على تجاربها في إنتاج أفلام الفيديو التعليمية. واستطاع اليمني إبراهيم، أو مثلما كان يلقب «رجل الأطفال»، الحصول على حقوق «الفيديو» الحصرية لعدد من البرامج. بما فيها البرامج الكرتونية، مثل «سندباد» و«قرانديزر»، وجميع برامج الأطفال الشهيرة في تلك الحقبة. واستطاع إبراهيم لاحقاً أن ينتج أفلام فيديو تعليمية لمصلحة وزارة التعليم السعودية لجميع المراحل الدراسية، إضافة إلى الأكاديميات السعودية في الخارج، مؤكداً أن جميع الجامعات العربية حينها أنتج لها أفلاماً تعليمية، وتملك شركته 14 مكتباً، أسسها مع شريكه لتوزيع أعماله، إضافة إلى استقطابه منتجين ومخرجين للعمل على إنتاج الأفلام التعليمية، متفرغون للعمل معه. ومضت النجاحات تتوالى حتى استطاع على حد قوله، أن يحصل على وكالة الجامعة البريطانية المفتوحة في الشرق الأوسط والتعليم المفتوح في مصر، الذي أسسته زوجة الرئيس المصري الأسبق حسني مبارك سوزان مبارك، وجميع جامعات اليمن والأردن، وجامعات في البحرين وباقي دول الخليج، إضافة إلى قيامه بعمل فيديو لعدد من الموسوعات العلمية الشهيرة. لكنه لم يستفد مما سبق شيئاً، كون الشراكة فضّت بعد 20عاماً. وكسب منها نحو 20 ألف ريال، بمعدل ألف عن كل عام، ليتحول بعد ذلك إلى «بيع الخواتم والأساور» القديمة للباحثات عن الزينة، لافتاً إلى أن «لقمة العيش يكتبها الله في أي عصر وأي مكان».