تحتفل دار «أمار» اللبنانية في مقهى «غروين» في شارع الحمرا في بيروت مساء اليوم، بتوقيع كتاب «تسجيلات بلا عنوان» عن الموسيقى البديلة في بيروت، برعاية احتفالية «بيروت عاصمة عالمية للكتاب». ويشارك في الحفلة كل من الفرق الموسيقية «فريق الأطرش» و«ذي انكومبتنتس» و«دي جي ليثل سكيلز» و«سكرامبلد اكَز، إضافة الى يمنى سابا. كما يشارك معدو الكتاب زياد نوفل وغالية سعداوي، والمصمّمة والمصوّرة تانيا طرابلسي. و«تسجيلات بلا عنوان» هو الكتاب الخامس لهذه الدار المتميّزة بنشر الكتب الفنية والثقافية التي أسّستها الشابة سارة صحناوي في عام 2007. ومن هذه الكتب «33 يوم» للفنانة التشكيلية لور غريب (مجموعة رسومات ونصوص قصيرة)، «رحلة الى جبل تملبايس» لإتيل عدنان (شعر ولوحات)، «أن أكتب لك» لسيرين فتوح، وأخيراً كتاب بعنوان «لحظة» الذي تضمن صوراً لأطفال المخيمات الفلسطينية في لبنان التقطوها بعدساتهم ضمن مشروع «ذاكرة» الذي أسسه المصوّر رمزي حيدر. ولعل من أهم سمات كتب دار «أمار» التي تُطبع بالعربية والفرنسية والانكليزية، أنها تصرّ على أن تكون العربية موجودة في كل منشوراتها حتى لو اضطرت الى ترجمة النصوص ونشرها بلغتين. يُقسم «تسجيلات بلا عنوان» الى صور فوتوغرافية التقطتها تانيا طرابلسي، ونصوص أعدّها وحرّرها وترجمها كل من الناقد الموسيقي والمذيع ومنسّق الأسطوانات زياد نوفل الذي يعمل أيضاً كمنتج مستقل للموسيقى البديلة في شركة «لا سي دي تيك»، والباحثة والكاتبة غالية سعداوي. ويتضمّن الكتاب بحوثاً ونصوصاً لكتاب ومثقفين مهتمين بالموسيقى أو متخصّصين بأهوائها مثل الراحل نزار مروّة ووليد صادق وسثّ أياز وكايلين ويلسن-كولدي وريا بدران وسيرج أبي عاد وشربل هبر. درّست غالية سعداوي في دائرة العلوم الاجتماعية في الجامعة الأميركية في بيروت وفي الجامعة اللبنانية الأميركية. كما عملت مستشارة وباحثة لعدد من المنظمات غير الحكومية التي تُعنى بالشؤون الثقافية والسياسية في بيروتولندن. وتتابع حالياً دراسة الدكتوراه في جامعة «كولدسميث» في لندن حول إشكاليات الشاهد والشهادة والمتخيل في النتاج الفني المعاصر في لبنان وخارجه. أما تانيا طرابلسي، فهي مصوّرة مستقلّة أمضت طفولتها متنقّلة بين لبنان والنمسا. ونُشرت الصور الصحافية التي التقطتها في العديد من الصحف مثل «شيكاغو تريبيون» و«لوس أنجليس تايمز» و «ذا دايلي ستار». وتعمل تانيا على مشروع بدأ عام 2006 بعنوان «الموسيقى هي الحياة» وهو عبارة عن سلسلة صور توثّق للساحة الموسيقية اللبنانية البديلة في تطوّرها على الصعيدين المحلي والدولي. تمكّنت تانيا من خلال هذا المشروع الحميم والجذاب من التقاط مشاهد ولحظات خاصة في الاستديو وفي العديد من الحفلات الموسيقية، إضافة إلى بورتريهات فردية. في «تسجيلات بلا عنوان» تتوالى الصفحات الفنية لتُظهر لنا تركيب الصورة لدى طرابلسي الذي يحمل طابعاً احتفالياً تارة، وهاوياً حماسياً طوراً، ومهجوراً حيناً ومزاجياً حيناً آخر، وتارة صاخباً وهادئاً تارة أخرى. لكن الأهم من ذلك هو أن هذا التركيب مدفوع برغبة في الحضور حيث الصوت، والآلات الموسيقية والمؤدون. إن عدسة طرابلسي تريد أن تكون عضواً آخر، كأذن، أو كأنف، أو كقدم تقرع إيقاعاً. وإلى جانب هذا التمهيد، تتوالى النصوص بشكل متنوع وغير متساو. فينسج زياد نوفل، بصيغة المتكلم، قصصاً غنية متلوّنة عن نشوء ساحة الموسيقى البديلة اللبنانية وتطورها، استناداً إلى تجربته الشخصية. وتتتالى النصوص حول تجارب الموسيقى البديلة وفرقها وهمومها. وفي نهاية الكتاب، يقدم شربل هبر خواطر شعرية تتطرق إلى كل شيء تقريباً.