أثارت زيارة الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي إلى مصر، والتي تعد الاولى من نوعها له منذ توليه السلطة أواخر العام 2014، موجة من الغضب لدى الكثير من أبناء الشعب التونسي، وسخرية وتهكم البعض في مصر، وأشعلت وسائل التواصل الاجتماعي بالتعليقات والتغريدات. وترجع أسباب الموجة الى نقاط عدة، أبرزها استقبال الرئيس التونسي من قبل وزير الصناعة المصري بدلاً من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، وغياب العلم التونسي أثناء جلسة الحوار التي جمعت بين الرئيسين في قصر الاتحادية، وزلة لسان السيسي عندما خاطب السبسي خلال المؤتمر الصحافي ب "فخامة الرخيص" بدلاً من "فخامة الرئيس". وانتشرت على الفور وسوم (هاشتاغات) مثل "#فخامة_الرخيص و#هيبة_الدولة و#السبسي و#السيسي" تندرج تحتها الكثير من التعليقات اللاذعة والساخرة. وعلق الناشط السياسي التونسي عدنان منصر على صفحته قائلاً "ما وقع في مصر، من استقبال السبسي في المطار إلى الندوة الصحافية، إهانة لشعورنا الوطني كتونسيين". وشاركته الراي الإعلامية التونسية أسماء البكوش، متسائلة عن هيبة الدولة التي لطالما تحدث عنها الرئيس التونسي، حيث إنها كانت واحدة من المقولات الأساسية في حملته الانتخابية، بينما اعتبر الإعلامي بقناة "الزيتونة" التونسية أمان الله المنصوري أن ماحدث كان محاولة لرد الاعتبار بعد الحرج الذي وقعت فيه مصر اثر إنسحاب رئيس حكومتها من المؤتمر الصحافي في تونس عندما سأله صحافي تونسي عن تهمة فساد الموجهة اليه. وقال الإعلامي التونسي زياد الهاني " أخطأ السبسي حين أغفل الزيارة الرسمية التي أداها سلفه المرزوقي إلى مصر خلال فترة رئاسة نظيره محمد مرسي، ولم يكن هنالك أي داع يدفعه للقول إن آخر رئيس جمهورية تونسية زار مصر كان قبل نصف قرن". ودون المصريون تغريدات ساخرة على مواقع التواصل، ابرزها مقولة "احذر الأخطاء، فالفلاتر في الصيانة" في إشارة إلى مقولة السيسي بأنه يضع "فلاتر" (مرشحات) على فمه أثناء الحديث. وسخر المحامي أحمد حلمي قائلاً "قلنا لك لا ترتجل حتى لا تسقط". وسخرت المدونة حلاً من عدم تدارك السيسي للخطأ، واستمراره في الحديث بشكل طبيعي. وفي المقابل، استنكر متابعون مصريون التعليقات الساخرة، وأشاروا إلى أنه من الأفضل الحديث عما حققته الزيارة وما تهدف إليه وما ينتج منها، بدلاً من إهدار الوقت في السخرية من زلات اللسان والأخطاء البروتوكولية. وعلقت الناشطة جيهان الراوي قائلة "الأفضل أن ننتظر نتائج القمة بين الرئيسين ونعلق عليها، بدلاً من الحديث عن توافه الأمور"، فيما قال المدون هاني صلاح "كان الأجدر التعليق على مستقبل بلدين شقيقين يشتركان في أمور عدة، وليس الحديث عن خطأ في نطق كلمة أو وجود علم من عدمه". يذكر أن الناطق باسم الرئاسة التونسية معز السيناوي أعرب عن استغرابه من اهتمام الصحافة ومرتادي مواقع التواصل الاجتماعي بخطأ السيسي، قائلاً "ما صدر من السيسي زلة لسان ولا نعتبر أن فيها أي إهانة إلى تونس".