صعدت إسرائيل أخيراً ممارساتها العنيفة ضد الشعب الفلسطيني، ودارت مواجهات بين مستوطنين وبين شبان فلسطينيين في بلدات عدة، أسفرت عن قتلى وجرحى، وسط توقعات باندلاع انتفاضة ثالثة ضد قوات الإحتلال. واشتعلت الأحداث، خصوصاً بعد حادث الطعن الذي نفذه مهند حلبي، أحد عناصر حركة «الجهاد الإسلامي» السبت الماضي، والذي أدى إلى مقتل مستوطن وحاخام في القدس، وإصابة آخرين. وتصاعدت وتيرة الأحداث يوم الإثنين، بعد مقتل الفلسطيني حذيفة عثمان سليمان (18عاماً)، إثر إطلاق النار عليه، وإصابة ثلاثة آخرين من بلدة بلعا (شرق مدينة طولكرم)، خلال مواجهات عنيفة مع القوات الإسرائيلية في منطقة حاجز "نتساني عوز" غرب المدينة. وقال أمين سر حركة «فتح» في طولكرم مؤيد شعبان إن «استشهاد حذيفة سليمان، واستهداف قوات الاحتلال الشبان غرب مدينة طولكرم، يدل إلى أن حكومة (بنيامين) نتنياهو تسعى إلى تصعيد الموقف في الضفة الغربية، والتنكيل بالمواطنين الغاضبين مما يجري في المسجد الأقصى والقدس، واعتداءات المستوطنين على القرى والبلدات الآمنة». وشدد على أهمية «توحيد صفوف المواطنين لمواجهة الإحتلال والمستوطنيين والتصدي لإرهابهم». واقتحمت القوات الإسرائيلية الإثنين الماضي، للمرة الثانية خلال 24 ساعة، منزل مهند حلبي، الذي قتل خلال تنفيذ حادث الطعن في قرية سردا شمال رام الله، واحتجزت عائلته في إحدى الغرف، واعتدت عليهم بالضرب. وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو قال إن «إسرائيل تخوض معركة حتى الموت ضد الهجمات الفلسطينية»، وأمر ب«اتخاذ إجراءات مشددة، وتسريع وتيرة هدم منازل منفذي الهجمات». وعقب ذلك شنت مقاتلات إسرائيلية غارة على موقع تابع إلى «كتائب القسام»، الجناح العسكري لحركة «حماس» في قطاع غزة، لم تسفر عن سقوط ضحايا، فيما أعلنت مصادر اسرائيلية سقوط صاروخ انطلق من قطاع غزة على مستوطنة «أشكول» في النقب الغربي. وأغلقت سلطات الإحتلال معبري «كرم أبو سالم» جنوب شرقي قطاع غزة و«بيت حانون» شمالاً، بسبب الأعياد الإسرائيلية، ما يعني عدم السماح بدخول أي نوع من البضائع، بما فيها الوقود، إضافة إلى منع مرور الحالات الإنسانية عبر بيت حانون. ومنعت إسرائيل الأحد الماضي الفلسطينيين من دخول البلدة القديمة في القدسالشرقية لمدة يومين، في إطار البحث عن مشتبه بهم نفذوا عملية الطعن الخميس الماضي. وعبرت أطراف عدة عن مخاوفها من اندلاع انتفاضة فلسطينية ثالثة. وحذرت صحيفة «يديعوت احرونوت» الإسرائيلية من الإنتفاضة الثالثة، فيما أعرب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون عن قلقه من أن «الأحداث الأخيرة تشهد تصعيداً خطيراً»، مطالباً الجميع بالتهدئة. من جهته، طالب الرئيس الفلسطيني محمود عباس بان كي مون في اتصال هاتفي ب«العمل على توفير حماية دولية للشعب الفلسطيني، قبل أن تخرج الأمور عن السيطرة»، فيما وعد الأخير بأنه «سيجري اتصالاً مع نتانياهو، من أجل وقف التصعيد الذي يقوم به المستوطنون». وكانت الشرطة الإسرائيلية اقتحمت باحات المسجد الأقصى بعد صلاة الفجر يوم 13 أيلول (سبتمبر) الماضي بأعداد كبيرة، وأطلقت الرصاص المطاطي لإخلائه من المصلين وتأمين دخول المستوطنين اليهود، قبل ساعات من بدء الإحتفال ب«عيد رأس السنة العبرية»، ما أحدث حالة من الغضب في صفوف الفلسطينيين.