القدس المحتلة، طهران، واشنطن، باريس، بكين – أ ب، رويترز، أ ف ب – استبقت الصين استضافتها وفداً أميركياً بارزاً أمس، بتجديد تحفظها عن فرض عقوبات على إيران بسبب برنامجها النووي، مؤثرة الخيار الديبلوماسي الذي اعتبر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف انه لم يُستنفد بعد، مخففاً بعض الشيء وقع تصريح للرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف أيّد فيه فرض عقوبات «ذكية» لا تثير أزمة إنسانية في إيران. وإذ رجّح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو ألا تستخدم الصين حق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن لمنع فرض عقوبات جديدة على طهران، دعا وزير الخارجية الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان الولاياتالمتحدة الى فرض عقوبات أحادية على إيران، على غرار الحصار المفروض على كوبا منذ 50 عاما. في غضون ذلك، اتهم رئيس «المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية» علي اكبر صالحي المدير الجديد للوكالة الدولية للطاقة الذرية الياباني يوكيا امانو ب «الانحياز» في الملف النووي الإيراني. وقال: «كنا نتوقع من أمانو ان يتخذ موقفاً غير منحاز من الملف النووي... نأمل بأن يغيّر مقاربته». وكان امانو قال في افتتاح اجتماع مجلس المحافظين ال35 للوكالة في فيينا الاثنين، إن عدم تعاون إيران «في الشكل الضروري» مع الوكالة يجعلها غير قادرة «على تأكيد ان جميع المواد النووية في إيران تُستخدم لنشاطات سلمية». وفي باريس، قال لافروف: «سنركز كل جهودنا للتوصل إلى حلول سياسية وديبلوماسية. هذه الجهود لم تُستنفد بعد». واعتبر أن تصريحاته تتفق مع تصريح لميدفيديف في العاصمة الفرنسية، قال فيه: «للأسف كل ما حاولنا قوله للقادة الإيرانيين، وكل دعواتنا لهم إلى العمل على برنامج نووي سلمي تحت إشراف الأسرة الدولية، لم تثمر حتى الآن». وأضاف ميدفيديف بعد لقائه نظيره الفرنسي نيكولا ساركوزي: «نعتقد أن الأمر لم ينتهِ بعد، وانه لا يزال في إمكاننا التوصل الى اتفاق. لكن إذا لم ننجح، قلت أكثر من مرة إن روسيا مستعدة للتباحث مع شركائها، في مسألة فرض عقوبات تكون ذكية ولا تستهدف السكان». أما ساركوزي فقال ان «ميدفيديف أبدى قبولاً لمسألة العقوبات، شرط ألا تؤدي الى مأساة إنسانية. إن موقفينا متقاربان جداً، وهذا مهم جداً». وعلّق الناطق باسم الخارجية الصينية كين غانغ على تصريح ميدفيديف، قائلاً: «ندعو الى تسوية الملف النووي الإيراني بالطرق الديبلوماسية. نرى انه ما زال هناك مجال للجهود الديبلوماسية، وعلى الأطراف المعنيين تكثيف تلك الجهود والدفع في اتجاه تقدم الحوار والمفاوضات». وتزامن موقف بكين مع وصول جيمس ستاينبرغ مساعد وزيرة الخارجية الأميركية وجيفري بادر مستشار الرئيس باراك أوباما للشؤون الآسيوية في مجلس الأمن القومي، الى العاصمة الصينية لإجراء محادثات حول إيران ومسائل أخرى. جاء ذلك في وقت رجحت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون أن يتطلب فرض عقوبات على إيران، شهوراً. وقالت: «نعمل في سرعة وبدقة في مجلس الأمن. لا يمكن أن أعطيكم تاريخاً محدداً، لكن أتخيل أن هذا الأمر سيحصل خلال الشهور المقبلة». في الوقت ذاته، قال نتانياهو إن وفداً إسرائيلياً زار بكين الأسبوع الماضي وجد النيات الصينية غير واضحة. وأضاف: «اعتقد انهم لن يصوتوا لمصلحة العقوبات، لكن يُحتمل ألا يستخدموا الفيتو». وأشار خلال جلسة للجنة الشؤون الخارجية والدفاع في الكنيست، الى أن «الصين جزء من جهودنا في شأن إيران»، لافتاً الى «اهتمام» بكين ب «تعزيز تعاونها» مع تل أبيب. وشبه نتانياهو البرنامج النووي الإيراني ب «قطار سريع»، والمجتمع الدولي ب «سيارة على وشك التفكك». وقال إن «ثمة تقدماً مهماً في تفهم المجتمع الدولي لطبيعة البرنامج النووي» الإيراني، مضيفاً: «ثمة تقدم سياسي في العالم، في اتجاه العقوبات». أما ليبرمان فأعرب عن «قلقه إزاء سرعة التطورات في الساحة الدولية». وقال: «أعتقد أن على إسرائيل ربما أن تغيّر سياستها حيال إيران قليلاً، ويجب أن نطالب الولاياتالمتحدة بتبني النموذج الكوبي الذي اثبت فاعليته، من دون انتظار تفاهمات وإجماع في إطار مجلس الأمن. وهذا سيكون كافياً لخنق النظام الإيراني وإسقاطه».