يعد مصطلح "البحث والتطوير" أحد أبرز المصطلحات المتداولة في أوساط البحث العلمي، وعرًفته "منظمة التعاون الإقتصادي والتنمية" على أنه "العمل الإبداعي القائم على أساس نظامي بهدف زيادة مخزون المعرفة، بما فيها معرفة الإنسان والثقافة والمجتمع، واستخدام هذا المخزون في إيجاد تطبيقات جديدة". ويزداد التركيز على قطاع البحث والتطوير، في ظل التنافس المحموم بين الدول والشركات، بهدف مراجعة وتنقيح التصاميم والتقنيات المتوفرة، وزيادة كفاءة عمليات الإنتاج، وتحسين المنتجات الحالية، وابتكار أخرى جديدة من أجل مواجهة المنافسين، ومتابعة التغيرات المستمرة المتلائمة مع رغبات الزبائن. وأشارت تقارير "البنك الدولي" إلى أن إسرائيل أتت في مقدمة البلدان الأكثر إنفاقاً على البحث والتطوير، لتصل نسبة اجمالي الانفاق إلى 3.93 في المئة من إجمالي ناتجها المحلي والمقدر ب304.2 بليون دولار. وحازت فنلندا على المركز الثاني بنسبة 3.55 في المئة من ناتجها المحلي الإجمالي البالغ 270.7 بليون دولار. وفي المركز الثالث جاءت السويد بنسبة 3.41 في المئة من إجمالي ناتج محلي مقداره 570.6 بليون دولار، أعقبتها الدانمارك بنسبة 2.98 في المئة من إجمالي ناتج محلي مقدر ب342 بليون دولار، وحلت ألمانيا في المركز الخامس بنسبة انفاق 2.92 في المئة من إجمالي ناتج محلي مقدر ب3.853 ترليون دولار. ويقدر عدد الباحثين العاملين في مجالات البحث والتطوير في اسرائيل، وهم المتخصصون المشتغلون بتكوين وابتكار المعارف الجديدة، أو المنتجات والأدوات أو الأنظمة وإدارة المشاريع، بنحو سبعة آلاف شخص، علما بأن عدد سكانها يقدر بنحو ثمانية مليون نسمة. اما في فنلندا فيبلغ عدد العاملين في البحث والتطوير بها نحو 7500 شخص من أصل ستة مليون نسمة، وفي السويد نحو خمسة آلاف شخص من أصل عشرة ملايين نسمة، وفي الدانمارك نحو 6700 شخص من اصل ستة ملايين نسمة، وفي ألمانيا نحو أربعة آلاف شخص من أصل تعدادها السكاني البالغ 80 مليون نسمة. ويشير تقرير الباحث في "المركز العربي للدراسات السياسية والإستراتيجية" محمد صادق إسماعيل إلى أن اسرائيل تفوقت في المجال العلمي والتكنولوجي على الدول العربية كافة، وأنها تنفق أكثر من ضعف ما ينفق في الدول العربية مجتمعة على البحث العلمي والتطوير، وأنها اعلى دولة في العالم قاطبة من حيث نسبة الانفاق على البحث العلمي من الناتج القومي. ويقول صادق إن "إسرائيل تشارك في أغلب المؤتمرات العلمية ذات المستوى الرفيع، وأنها جاءت في المرتبة الثانية بعد الولاياتالمتحدة في ترتيب الدول الأكثر مشاركة في المؤتمرات العلمية، وهي تحتل المركز الثالث في العالم في صناعة التكنولوجيا المتقدمة". ويلفت التقرير الإنتباه إلى أن الجامعات الاسرائيلية حظيت بمراكز متقدمة على المستوى العالمي حسب التصنيفات الدولية، وخاصة "الجامعة العبرية" التي احتلت المركز ال 64 على مستوى العالم، بينما لم يرد ذكر أي من الجامعات العربية في الجامعات ال 500 الاولى. ويختتم الباحث تقريره بأن هناك أسبابا عدة أدت إلى ضعف وهشاشة مكانة البحث العلمي في مجتمعاتنا العربية، وأننا أمام اشكالية متعددة الجوانب، وان العرب مازالوا يتذكرون امجادهم ويعيشون على اطلالها، ولم يعد لديهم رغبة في التعلم أو البحث أو التطوير، وصار جل اهتمامهم منصبا على امتلاك أحدث ما توصلت اليه البحوث الغربية من تكنولوجيا وتقنيات حديثة للتفاخر بالإمتلاك وليس الإبتكار.