فجأة ومن دون مقدمات بات اللاعب علاء الكويكبي «30 عاماً» الملتزم دينياً والأنموذج المُضيء أدبياً وخُلقياً متهماً بتعاطي المنشطات، ومهدداً بالإبعاد عن الميادين الخضراء والإيقاف لمدة عامين على إثر قضيته الكبيرة التي هزت الوسط الرياضي السعودي في الأيام الماضية، هكذا وبكل سهولة يُصبح اللاعب المبدع أداءً والممتع عطاءً في الأندية المحلية في عداد المُتهمين ومن ضمن قوائم الُمطلوبين، لا ضير حتى وإن كان ضحية جهل طبيب، أو «ضبابية» لوائح وأنظمة وتعليمات، من دون أية مراعاة لمشاعره وأحاسيسه ووضعه الاجتماعي والسرية المطلوبة في مثل هذه الحالات، لحظات صعبة يعيشها الكويكبي هذه الأيام، وصراعات نفسية وصحية يعاني منها، وقسوة إعلامية لم يكن يتوقعها وهو الذي فتح قلبه للجميع في الوسط الرياضي، ولم يخطئ على أحد طوال مشواره الكروي سواءً في ناديه المكاوي الوحدة أم ناديي الشباب والنصر اللذين مثلهما بنظام الإعارة أو منتخب بلاده الذي شارك معه في بعض الاستحقاقات الرياضية . وقد يكون اللاعب علاء الكويكبي المولود في 30 آب «أغسطس» 1980 من اللاعبين القلائل في الأندية السعودية الذين جمعوا بين الموهبة الكروية الراقية والقدرة الرائعة على نشر الدين الإسلامي الحنيف وتوضيح محاسنه لبعض المحترفين الأجانب الذين يأتون للاحتراف في الأندية السعودية، وأسلم على يديه في ناديه الوحدة اللاعبان الكاميروني إبراهيم يانكا في معسكر الفريق في تونس، والغاني عبدالله جونيور في مكةالمكرمة وذلك قبل عامين من الآن، وبذل الكويكبي جهوداً كبيرة ومتواصلة مع بعض المدربين الأجانب أمثال الألماني بوكير والهولندي يان فيرسلاين والبرتغالي غوميز لإسلامهم جميعاً، ودخولهم تحت مظلة المسلمين في أنحاء المعمورة وذلك من خلال النصائح الدينية التي ظل يقدمها والكتب الإسلامية بلغات عدة التي كان يسلمها، ليؤدي اللاعب رسالته الدينية والرياضية الهادفة بشكل مميز وبأسلوب حضاري راقٍ بعيداً عن التشدد الممقوت أو التعصب المنبوذ. وأسهم الكويكبي في بعض المشاريع الخيرية في حياته الرياضية، وتكفل بمهمة جمع التبرعات لإنشاء مسجد باسم زميله الراحل في الوحدة محمد اللحياني «يرحمه الله»، وقيادة الكثير من زملائه اللاعبين والمحترفين الأجانب لتأدية فريضة الحج في أكثر من عام، وإحضار بعض الدعاة الإسلاميين لإلقاء محاضرات دينية في مسرح النادي، وهو متزوج من ابنة الداعية الإسلامي المعروف سليمان الجبيلان، ويحظى بحب كبير واحترام منقطع النظير من جماهير النادي، وتكاد ابتسامته الدائمة التي لا تفارق محياه التي يقابل بها الصغير والكبير هي السمة البارزة للكويكبي في التدريبات والمباريات والمعسكرات والممرات في داخل النادي وخارجه. وينتظر الكويكبي هذه الأيام صدور القرار النهائي من اللجنة التأديبية بعد رفع التقارير الرسمية من لجنة المنشطات إما بتبرئته أو إيقافه لمدة عامين، وفي حال صدور القرار الثاني فإن ذلك يعني نهاية مشوار اللاعب في حياته الرياضية وتوديعه الملاعب بشكل رسمي، ولكنه أبدى ثقته الكبيرة في صدور قرار تبرئته، لأنه لم يتعاط المادة المنشطة متعمداً، ودافع عن نفسه من تلك المادة المحظورة التي وجدت في عينة تحليل البول التي سُحبت منه بعد لقاء الاتحاد الأول في مكةالمكرمة، وبين أنه كان يعاني آنذاك من حالة مرضية ومشكلة صحية سمّاها للجنة، وذهب للطبيب قبل اللقاء وصرف له هذا الدواء مع أدوية أخرى عرضها في الاجتماع وذلك كما يفعل الأطباء في الكثير من الحالات المرضية العادية، ولم يكن يعلم أنه داخل في قوائم المواد المنشطة، ولم يدر الطبيب بأنه لاعب محترف لكرة القدم، وقدم الكويكبي أيضاً بعض أسماء العقاقير الطبية التي كان يتناولها منذ إصابة الرباط الصليبي التي تعرض لها في العام الماضي.