تزايدت الضغوط على واشنطن اليوم (الإثنين)، لتوضّح ملابسات عملية القصف الجوي الذي استهدف مستشفى «أطباء بلا حدود» في قندوز الأفغانية السبت الماضي، إذ تعتبر أن القصف «جريمة حرب». وأعلن الجنرال الأميركي جون كامبل الذي يقود قوة «الحلف الأطلسي» في أفغانستان اليوم في واشنطن أن الضربة الأميركية التي أصابت المستشفى، جاءت بناء على طلب القوات الأفغانية التي طلبت دعماً جويّاً من القوات الأميركية، بسبب تعرضها إلى نيران طالبان، إذ أدت الغارة إلى مقتل 12 شخصاً من طاقم المنظمة، إضافةً إلى عشرة مرضى. وقررت المنظمة سحب موظفيها من قندوز، ما يشكل ضربة للمدنيين المحاصرين في المعارك بين الجيش الأفغاني ومسلحي حركة «طالبان»، للسيطرة على هذه المدينة في شمال أفغانستان، وهي المؤسسة الوحيدة في المنطقة القادرة على معالجة جروح الحرب الأكثر خطورة. وقالت الناطقة باسم المنظمة كيت ستيغمان في أفغانستان: «لا أستطيع القول في الوقت الحاضر ما إذا كان مركز معالجة الصدمات في قندوز سيعاد فتحه أم لا». وأعلن الرئيس الأميركي باراك أوباما بفتح تحقيق ينتظر نتائجه لإصدار حكم نهائي في شأن ملابسات هذه المأساة، فيما قال وزير الدفاع الأميركي آشتون كارتر، إن «الوضع مربك ومعقد»، لكن المدير العام لمنظمة «أطباء بلا حدود» كريستوفر ستوكس اعتبر أن التصريحات غير كافية، داعياً إلى إجراء تحقيق شامل وشفاف من قبل هيئة دولية مستقلة. وترفض المنظمة مبررات عدد من المسؤولين الأفغان، تفيد بأن «مقاتلي طالبان كانوا في المستشفى التي يستخدمونها كقاعدة»، وقال ستوكس: «تدلُّ التصريحات على أن القوات الأفغانية والولايات المتحدة، قررتا معاً تدمير مستشفى يعمل بكامل طاقته، ما يوازي الاعتراف بأن ما حدث يشكل جريمة حرب».