أكد القائد البارز في المقاومة اليمنية الجنوبية العميد عيدروس الزبيدي أن المقاومة جزء لا يتجزأ من قوات التحالف العربي، الرامي إلى اجتثاث نظام الرئيس المخلوع علي صالح وميليشيات الحوثيين، مؤكداً أن المقاومة ستقف إلى جانب التحالف في كل ميادين القتال والتنمية. وأشار الزبيدي، الذي يزور السعودية حالياً، بدعوة رسمية من قوات التحالف العربي، إلى عدم طلب التحالف من المقاومة المشاركة في عملياته في المناطق الشمالية من اليمن. وعن الأنباء المتداولة عن قرب تعيينه محافظاً لمدينة عدن، كبرى مدن الجنوب، قلل الزبيدي في تصريح إلى «الحياة» من أهمية هذه الأخبار، معتبراً إياها من أحاديث «فيسبوك» حتى الآن. لكنه أوضح في الوقت نفسه أنه سيتداول الأمر مع قيادات المقاومة، في حال عرض عليه هذا المنصب، والخروج بقرار جماعي. وطالب القائد الجنوبي، قوات التحالف بالبقاء في المناطق الجنوبية، «حتى يتم تأسيس جيش وطني وأجهزة أمنية قادرة على حماية هذه المناطق، من أي توغل لقوات المخلوع صالح والميليشيات الحوثية»، التي قال إنها «ستعود خلال أيام، إذا ما انسحبت قوات التحالف من الجنوب». وفي شأن المخاوف من تحول المقاومة مستقبلاً إلى مجموعات متصارعة، شدد العميد عيدروس الزبيدي على أن «الضمانة لعدم حدوث ذلك هي تحول الفصائل كافة إلى جيش منظم منضبط، تحكمه المؤسسات، وليس الأشخاص».. فإلى تفاصيل الحوار: بداية لو تضعنا في صورة زيارتكم إلى المملكة هذه الأيام؟ - أولاً، أشكر قيادة التحالف بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، بعد أن فتح العاصمة الرياض لكل العرب والمسلمين والمستضعفين في الأرض، ليرفع عنهم الظلم والعناء الذي حل عليهم. ووصولنا إلى هنا كان من أجل رفع معاناة شعب الجنوب خصوصاً، والشعب اليمني عموماً. وجئنا بدعوة من قوات التحالف العربي، ووجدنا كل ترحاب في هذا البلد الطيب، قبلة الإسلام والمسلمين، وكل حفاوة وكرم من أشقائنا في المملكة وقوات التحالف. ما أبرز النقاشات التي دارت خلال زيارتكم؟ - ما دار هو أننا جزء لا يتجزأ من قوات التحالف التي تتمثل باجتثاث نظام علي عبدالله صالح وميليشيات الحوثي، وسنقف إلى جانب قوات التحالف في كل ميادين القتال، وميادين التنمية، وبكل ما يخدم العروبة والإسلام. تداولت أنباء عن الطلب منكم المشاركة في عمليات التحالف العربي وقوات الشرعية في شمال اليمن، ما صحة ذلك؟ - لم يطلب منا شيء حتى هذه اللحظة. ولم توكل لنا أية مهمات بهذا الخصوص. هل ناقشتم مسألة تأمين المناطق الجنوبية المحررة؟ - بالطبع هذا جزء من استراتيجيتنا، تأمين المحافظات الجنوبية التي تم تطهيرها وتحريرها من قوات المخلوع صالح وميليشيات الحوثي، وهي معادلة طبيعية بعد التحرير، أن يتم التأمين والسيطرة في محافظات الجنوب، وعلى رأسها عدن. هل لديكم رؤية واضحة لعملية تأمين المناطق المحررة؟ وكيف تصف الأوضاع في عدن والجنوب حالياً؟ - الجنوب في وضع كارثي، فلا خدمات، أو دولة، ولا توجد تنمية، أو أي استقرار. لكن زخم الانتصار جعل الناس يتعايشون بسلام. ماذا تحتاجون لتأمين المناطق المحررة؟ - نحتاج إلى كثير من قوات التحالف، ومن الملك سلمان والشيخ خليفة بن زايد، نريد لفتة كريمة لإعادة بناء القوات المسلحة والشرطة والأجهزة المدنية والتنفيذية والقضائية في المحافظات. ماذا عن التنسيق بين قيادات المقاومة في المناطق المحررة؟ وهل هو جيد؟ - حالياً لا يوجد سوى المقاومة على الأرض في المحافظات الجنوبية، وهي من تقوم بحفظ الأمن والاستقرار، ولا يوجد جيش أو شرطة، وسيتم تحويل هذه المقاومة إلى جيش نظامي وطني، وشرطة وطنية، ليتم تفعيل الأجهزة الأمنية. والمقاومة لها السيطرة الأكبر على الأرض، وننسق مع الفصائل التي برزت أثناء الحرب. صراع داخلي بين المقاومة هل هناك مخاوف من حدوث صراع داخلي بين هذه المجموعات مستقبلاً، كما حصل في بعض الدول العربية؟ - عدن والجنوب محافظات مدنية تحب الحياة بسلام والأمن والاستقرار والعمل المؤسسي، والعيش بعيداً عن السلاح، لكن هذا الوضع فرض عليها وقامت بدورها، وستعود الحياة المدنية. وهناك تخوف من التطرف والإرهاب. وهذا الملف سيتم مناقشته في وقت لاحق بعد اجتثاث ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح، ويتم التفرغ له بشكل كامل من قوات التحالف والعالم أجمع. ونحن جزء منهم. أشارت أنباء إلى أنكم طرحتم على التحالف رؤية لتأسيس جيش وطني في المناطق المحررة، ما تفاصيل هذه الرؤية؟ - نحن طرحنا رؤيتنا أمام قوات التحالف بأن يتم إعادة بناء وتأهيل الجزء الضئيل جداً من الجيش الجنوبي السابق، ومن الجيش الحالي، واستقطاب المقاومة جميعها لتكون 80 في المئة من المقاومة إلى الجيش، ومن دون مقاومة لا يصلح جيش. أين وصلت عملياً؟ - في الواقع هناك لبس في هذا الموضوع لدى كثيرين، هذا المصطلح خاطئ، لأنه على الأرض أساساً لا يوجد جيش وطني، هناك قيادات محدودة للغاية، مثلاً قائد لواء أو قائد منطقة، ويوجد مقاومة على الأرض، ما سيتم هو تحويل أفراد المقاومة إلى جيش. وحتى هذه اللحظة نائب الرئيس رئيس الوزراء بحاح موجود في عدن، ولديه علاقاته مع قوات التحالف. لكن لم يتم أي شيء بخصوص موضوع استيعاب المقاومة في الجيش حتى الآن.