لأن موعد سفره للانضمام للقوات البرية والمشاركة في الدفاع عن أمن وطنه، كان يسبق موعد خروج طفليه من المدرسة، اضطر أحد الجنود المرابطين الأبطال لزيارة مدرستهما الابتدائية لتوديعهما، قبل مغادرته منطقة حائل، ليتفاجأ بعد يوم واحد من سفره، بصورة لافتة علقت داخل المدرسة تصله عبر «واتساب»، أكد فيها المعلمون وإدارة المدرسة والطلاب أن أبناءه في عيونهم. وتضمنت اللافتة رسالتين، الأولى كانت موجهة إلى الجنود المرابطين، وجاء فيها: «جنودنا البواسل الله يحميكم وينصركم»، والثانية كانت موجهة إلى رجل الأمن والد الطالبين تركي وفيصل، وجاء فيها: «الرقيب عتيق الشمري أبناؤك تركي وفيصل في عيوننا». وقال مدير مدرسة ابن ماجة الابتدائية في مدينة حائل عبدالرحمن الغيثي ل«الحياة»: «إن اللافتة التي انتشرت عبر مواقع التواصل الاجتماعي كانت تهدف إلى بث رسالة إلى الجندي والد الطالبين وإلى كل جنودنا المرابطين على الحدود، بألا يقلقوا على أبنائهم، لأنهم سيكونون في أعيننا»، لافتاً إلى أن فكرتها جاءت «بعد أن قدم رجل الأمن عتيق الشمري، وهو أحد منسوبي القوات البرية، إلى المدرسة ليودع ابنيه فيصل، الذي يدرس في الصف الرابع الابتدائي، وتركي في الصف السادس. إذ إن موعد سفره للمشاركة في الدفاع عن الوطن كان قبل خروجهما من المدرسة». وأضاف الغيثي: «إن اللافتة كانت واحدة من ضمن مجموعة برامج قامت المدرسة بتنفيذها تزامناً مع الاحتفاء بمناسبة اليوم الوطني للمملكة»، مبيناً أن المدرسة قامت إلى جانب وضع تلك اللافتة باصطحاب 15 طالباً لزيارة أسرة شهيد الواجب تركي الرشيد (رحمه الله) في منزلها. وقدمت هدايا تذكارية لوالد الشهيد وطفلته، إضافة إلى زيارة مبنى القشلة التاريخي، لتعريف الطلاب على تاريخ المملكة، وأبرز إنجازات المؤسس الملك عبدالعزيز (طيّب الله ثراه). بدوره، قال رجل الأمن الرقيب عتيق الشمري ل«الحياة»: «أعجز عن وصف مشاعري عندما وصلتني الصورة عبر تطبيق «واتساب»، مضيفاً: «كل الشكر من الأعماق لإدارة المدرسة على هذه اللّفتة الإنسانية التي لن أنساها»، مؤكداً أن هذه المبادرة بمثابة «الدافع والمحفز القوي لي ولجميع زملائي المرابطين. وكما أن منسوبي التعليم بعثوا لنا برسالة بأن أبناءنا في عيونهم، فأنا باسمي ونيابة عن جميع زملائي المرابطين على الحدود نبعث لهم برسالة: «الوطن في قلوبنا، وأرواحنا فداء لأمن هذا الوطن الغالي»، مبيناً أنه قدم إلى المدرسة لتوديع ابنيه قبل الانضمام إلى القوات البرية في الحدود، وذلك لأن موعد سفره كان يسبق خروجهما من المدرسة.