قضى 16 شخصاً وأعتبر ثلاثة آخرون في عداد المفقودين في فيضانات تلت عواصف رعدية شديدة ضربت مساء السبت الماضي منطقة الكوت دازور في جنوب شرقي فرنسا، وجرفت سيارات إلى البحر في مدينة كان، كما غمرت المياه الكورنيش الشهير المحاذي للبحر في نيس. وهذه الحصيلة التي أعلنتها السلطات الفرنسية اليوم (الأحد) للفيضانات التي اجتاحت مساء السبت هذه المنطقة السياحية في جنوب شرقي فرنسا لا تزال موقتة اذ ان الحصيلة النهائية يصعب تحديدها لأنه لم يتم بعد استكشاف الوضع في كل المناطق المنكوبة وفي مواقف السيارات تحت الأرض. وتوجه الرئيس فرنسوا هولاند الذي اعرب عن "تضامن الأمة" مع وزير الداخلية برنار كازنوف الى المكان. وقال رئيس مديرية الشرطة في منطقة الألب ماريتيم أدولف كولرا إن إنهمار الأمطار كان "عنيفاً وكثيفاً جداً"، فيما كانت أشعة الشمس تسطع مجدداً على الكوت دازور. وتسببت الأمطار الغزيرة في فيضان نهر براغ الصغير الساحلي فغمرت المياه شوارع في كان وإنتيب ومانديليو- لا- نابول وفيلنوف - لوبيه ونيس. وخلال يومين شهدت المنطقة الساحلية هطول أمطار توازي تشرين الأول (أكتوبر) كمعدل وسطي، أي 10 في المئة من المتساقطات السنوية، ما أدى إلى شلل جزئي لحركة النقل على السكك الحديد والطرقات السريعة والفرعية وترك مئات السياح عالقين خصوصاً من أوروبا الشمالية. وقضى ثلاثة اشخاص مسنين غرقاً في دار للعجزة في بلدة بيوت القريبة من انتيب. وعثر على ثلاث ضحايا آخرين قضوا في سيارتهم في فالوري- غولف - جوان حين غمرتها المياه اثناء سلوكهم نفقاً صغيراً. وفي ماندوليو-لا- نابول عثر على أربع جثث كما لا يزال البحث جارياً للعثور على أربعة أشخاص آخرين. وأوضح كولرا قائلاً "حدث ذلك في مبان حيث اراد الناس ركن سيارتهم في ملجأ فجرفتهم المياه". وفي مدينة كان قضى شخصان، ولم تترك الفيضانات اثراً كبيراً في وسط المدينة، وكان بعض الناجين يبحثون عن فنادق علهم يجدون غرفاً فيها، لكن كل الفنادق كانت ممتلئة لاسيما أن المعرض الدولي لبرامج التلفزيون يبدأ الإثنين. وروى رئيس بلدية كان دافيد ليسنار "ان بعض السيارات جرفت حتى البحر". وأضاف ليسنار الذي عمد في شكل عاجل الى ايواء 120 شخصاً في احد الأماكن خلال الليل، "انه امر مذهل للغاية" مضيفاً "أسعفنا الكثير من الناس وعلينا الآن تدارك عمليات النهب". وفي نيس انحنت بعض الأشجار على الجادة الشهيرة المحاذية للبحر (معروفة باسم برومناد ديزانغليه) وجرت عملية اجلاء في حي في شمال شرقي المدينة. واجتاحت المياه أيضاً مواقع للتخييم قرب انتيب. وحلقت مروحيتان تابعتان لأجهزة الإطفاء فوق المنطقة لضمان سلامة المخيمين الذين "لجأ بعضهم الى اسطح مقطوراتهم". الى ذلك اصبحت شبكة الطرقات الفرعية غير سالكة في العديد من النقاط صباح اليوم (الأحد). وفي نيس وجد اكثر من خمسمئة شخص بينهم عدد كبير من السياح البريطانيين والدنماركيين أنفسهم محاصرين وتم إيواؤهم في مطار نيس. كما أعلنت الشركة الوطنية للسكك الحديد "إس إن سي إف" توقف عشرة قطارات في محطات في جنوب شرقي فرنسا أمضى فيها مئات المسافرين الليل. وأبدى رئيس الوزراء مانويل فالس تأثره البالغ حيال العواقب الفظيعة للعواصف مؤكداً "دعمه العائلات المنكوبة".