قال وزير الخارجية الإماراتي عبدالله بن زايد، في كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، ورداً على خطاب الرئيس الإيراني حسن روحاني، أنه «بعد الاستماع إليه، أرى أن سجل إيران لا يؤهلها للحديث عن سلامة الحجاج وحقوق الإنسان، وسياساتها لا تسمح لها بتناول مسائل الاستقرار في الخليج العربي والشرق الأوسط». وأكد بن زايد أن الإمارات «ستقف مع المملكة العربية السعودية بحزم في وجه أي محاولات إيرانية للتدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية». وجدّد المطالبة بانسحاب إيران من الجزر الإماراتية الثلاث التي تحتلّها. ودعا الوزير الإماراتيالأممالمتحدة إلى «أداء دور أكبر في العالم، في ظل ظهور تحديات أمنية خطيرة، خصوصاً التطرف والإرهاب والتدخل في الشؤون الداخلية للدول وعدم احترام سيادتها، وهو ما يدل على عدم تمكّن الأممالمتحدة من تحقيق هدفها الأساسي في صون السلم والأمن الدوليين». وأضاف أن ذلك يحتّم على الدول كافة «الالتزام بمبادئ ميثاق الأممالمتحدة، وعلى رأسها مبدأ السيادة وعدم التدخل وانتهاج الحوار والاعتدال والقيام بدور فعال ومسؤول تجاه القضايا الإقليمية والدولية». وأعرب بن زايد عن قلق بلاده البالغ من تصاعد الأعمال الإرهابية التي تقوم بها عناصر تتعمّد زعزعة استقرار المنطقة وتقويض أمنها على أيدي «تنظيمات متطرفة، أبرزها: تنظيم داعش والقاعدة وحزب الله وأنصار الله وجماعات أخرى تتستر بالغطاء الديني لأغراض سياسية»، مؤكداً أن الإمارات «تدين هذه المجموعات بشدة وتستنكر الأساليب الوحشية التي تنتهجها باسم الدين الإسلامي». وقال أن «قوى المنطقة تحركت ووحّدت جهودها لمساعدة الدول المتضررة في مواجهة هذه الأخطار وحماية شعوبها، بعد خمس سنوات من الصراع والفوضى». وعن الصراع في اليمن، اعتبر الوزير الإماراتي أن «سيطرة قوات التحالف والمقاومة الشعبية اليمنية في شكل كامل على باب المندب ودحر الانقلابيين منها، بمثابة نجاح عسكري في تأمين هذا الممر البحري الحيوي وبمثابة بداية النهاية لسيطرة الانقلابيين ومن يدعمهم وضعف وجودهم في المناطق الاستراتيجية الأخرى في اليمن». وقال أن الإمارات العربية المتحدة تشارك في التحالف الذي تقوده المملكة العربية السعودية في اليمن استجابة لطلب الرئيس، وأنها تسعى «مع المجتمع الدولي الى إعادة العملية السياسية في اليمن إلى الثوابت المتفق عليها، وعلى رأسها المبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية». وشدّد على ضرورة «الامتثال الكامل لقرار مجلس الأمن 2216»، وعلى أن الإمارات ستواصل «دعم التحالف العربي الذي تقوده المملكة العربية السعودية، والتزامها رفع قدرات الشعب اليمني الرامية إلى إعادة الاستقرار إلى بلاده»، مشيداً بجهود المبعوث الخاص إلى اليمن إسماعيل ولد شيخ أحمد. وحول سورية قال بن زايد إن «التوصل إلى إجماع على حل الأزمة السورية من خلال عملية انتقال سياسي للسلطة وتشكيل حكومة جديدة تجمع مكونات المجتمع السوري مع أهمية استمرار تقديم المجتمع الدولي المساعدات الإنسانية الى الشعب السوري». وشدد على ضرورة توصل المجتمع الدولي الى حل سياسي لتسوية الأزمة السورية. وقال بن زايد إن الحاجة ملحة «لوضع حد للعنف وعمليات الإبادة الممنهجة التي يمارسها النظام ضد شعبه» في سورية والتي «تسبب تشريد الملايين من السوريين، ما ساهم في إيجاد فراغ سياسي وأمني ملأته التنظيمات الإرهابية خصوصاً تنظيم داعش وجبهة النصرة بأفكارهما المتطرفة ورسالتهما الظلامية الهدامة». وأشار الى أن الإمارات «تلتزم دعم الشعب السوري والتخفيف من معاناته وهي استقبلت أكثر من 100 ألف مواطن سوري وقدمت أكثر من 530 مليون دولار كمساعدات إنسانية وتنموية منذ بداية الصراع». وقال وزير الخارجية الإماراتي إن القضية الفلسطينية «تظل جوهر الصراع في المنطقة وأحد الأسباب الرئيسية لتهديد أمنها واستقرارها». واعتبر أن استمرار الاحتلال الإسرائيلي وممارساته «يتيح المجال للجماعات المتطرفة استغلال الأوضاع الإنسانية الخطيرة في بث أفكارهم المتطرفة بين الشباب المحبط وجره الى تنفيذ أهدافهم الدنيئة».