أدى أكثر من مليون شخص أول صلاة جمعة في رحاب المسجد النبوي بعد انقضاء أعمال الحج، وتدفقت طلائع الحجاج المتعجلين إلى المدينةالمنورة منذ منتصف الأسبوع الجاري، بعد أن أدوا مناسك الحج، في أجواء مفعمة بالأمن والأمان والطمأنينة. ووجه أمير منطقة المدينةالمنورة رئيس لجنة الحج فيها فيصل بن سلمان، الأجهزة المعنية كافة «بحشد طاقاتها وإمكاناتها وتقديم خدماتها للحجاج من زوار المدينة، الذين من المتوقع أن يصل عددهم خلال مرحلة ما بعد الحج إلى نحو 550 ألفاً»، مشدداً على «أن يكون العمل ميدانياً، بعيداً عن الروتين على مدار الساعة». وهيأت وكالة الرئاسة العامة لشؤون المسجد النبوي المسجد وسطحه والساحات المحيطة به، بالفرش، ووزعت مياه زمزم في مختلف أرجائه وساحاته، إضافة إلى توفير أعداد وفيرة من نسخ القرآن الكريم من طباعة مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف في المدينةالمنورة، ونشر الدعاة والمرشدين داخل أرجاء المسجد لتعليم وتبليغ الحجاج بأمور دينهم والرد على استفساراتهم عن زيارة المسجد النبوي وما يجب على الحاج والزائر عند زيارته المسجد النبوي. وشرعت الأجهزة الأمنية في المدينةالمنورة في تطبيق خططها الأمنية والمرورية ومواصلة جهودها للمحافظة على أمن الحاج وراحته داخل المسجد النبوي وساحاته، وخصوصاً في أوقات الذروة، وذلك عبر انتشار رجال قوة أمن المسجد في مختلف أرجاء المسجد لإرشاد المصلين، وتأمين دخولهم وتنظيمهم من بوابات المسجد، ومكافحة ظاهرة النشل وتسهيل توافد قوافل ضيوف الرحمن، إلى أماكن سكنهم وتنقلهم من وإلى المسجد النبوي، واتخاذ التدابير والإجراءات الأمنية والإمكانات البشرية، ومضاعفة الجهود التي تكفل تنقل الحجاج. وتأهبت المديرية العامة للدفاع المدني في المدينة لتنفيذ خطتها لموسم ما بعد الحج، من خلال تهيئة الإمكانات المادية والبشرية وغيرها من المستلزمات الضرورية، واتخاذ الإجراءات المناسبة لحماية الحجاج والمواطنين وتوفير السلامة لهم من أخطار الحوادث والكوارث، وما قد يتطلبه ذلك من إجراءات الإغاثة الفورية أو الإخلاء أو الإيواء والإعاشة للمتضررين منهم، وحماية الممتلكات العامة والخاصة بمناطق وجود الحجاج، وذلك بإتباع أفضل السبل وإنجاحها مع قدر كبير من التنسيق بين الجهات المعنية، بتنفيذ أعمال الدفاع المدني لمواجهة ما قد يحدث من الافتراضات الواردة بهذه الخطة بكل كفاءة واقتدار. إلى ذلك، يواصل فرع هيئة الهلال الأحمر مهماته الميدانية في ساحات المسجد النبوي والمنطقة المركزية المحيطة به وعبر الطرق القادمة من مكةالمكرمة إلى المدينةالمنورة، لخدمة ضيوف الرحمن زوار مسجد المصطفى صلى الله عليه وسلم، بعد أداء مناسكهم بكل يسر واطمئنان. وتتمثل المهام في تقديم الخدمات الطبية والإسعافية في 40 مركزاً إسعافياً.