تسببت كارثتان طبيعيتان بانقراض الديناصورات وكائنات أخرى قبل 66 مليون سنة، هما اصطدام كويكب ضخم بالأرض أعقبته ثورات بركانية. وهي النتيجة الحاسمة التي توصل إليها العلماء قائلين إنهم وجدوا، وبدرجة عالية من الدقة، أن هاتين الجائحتين وقعتا بفاصل زمني بسيط، الأولى عبارة عن سقوط جرم قطره عشرة كيلومترات في منطقة يوكاتان المكسيكية والثانية ثورات بركانية هائلة في الهند. وساهم الحادثان في تعكير صفو كوكب الأرض نتيجة سحابات هائلة من الغبار والأتربة والرماد والأدخنة الضارة مثل انبعاثات غازَي ثاني أكسيد الكربون وثاني أكسيد الكبريت في الجو، ما أدى إلى تغيير النمط المناخي وإبادة 70 في المئة من الأنواع، في واحدة من أسوأ حوادث الاندثار الجماعي على الكوكب. وقال الباحثون إن الجرم الكوني سقط على الأرض قبل 66.04 مليون سنة وإن الثورات البركانية كانت قائمة في منطقة تسمى «فيوض ديكان» لكن بدرجة ضعيفة، ثم تسارعت في صورة فجائية عقب سقوط الكويكب كما لو أن هول الاصطدام سبب هذا الثوران. وتوصل أسلوب تحديد الزمن الذي استخدمه العلماء إلى أن الثورة البركانية حدثت بعد الاصطدام ب 50 ألف سنة. واستمرت الثورات البركانية 420 ألف سنة عقب اصطدام الكويكب بالأرض وانبثقت منها كميات من الحمم البركانية تكفي لتغطية الولاياتالمتحدة بطبقة سماكتها 180 متراً. وقال مارك ريتشاردز عالم الجيوفيزيقا في جامعة كاليفورنيا في بيركلي: «لو لم تنقرض الديناصورات لما تسنى للبشر العيش على كوكب الأرض»، مضيفاً أن الانقراض الذي حدث في نهاية العصر الكريتاسي (الطباشيري) مهّد السبيل للثدييات كي تتسيد الكائنات الحيوانية على اليابسة.