كركوك - أ ف ب - طالبت أطراف سياسية ودينية الحكومة العراقية أمس بتأمين الحماية للمسيحيين في كركوك بعدما تكررت عمليات استهدافهم وقُتل ثلاثة منهم، مؤكدين أن هدف الهجمات تهجير المسيحيين من بلادهم. وقُتل ثلاثة مسيحيين، هم رجلان وامرأة، في هجومين منفصلين ليل الاحد في كركوك. وقال رئيس أساقفة الكلدان في كركوك لويس ساكو خلال جنازة الضحايا: «نشعر اليوم بألم كبير لهؤلاء الابرياء ولجميع العراقيين، لأنهم يحبون السلام والحياة». وأضاف أنه «عمل مدبر ومقصود فهي جريمه بشعة وحدث جلل لا يمكن السكوت عنه». وأُقيمت الجنازة وسط اجراءات امنية مشددة في حضور كبار المسؤولين الاداريين والأمنيين من حزبي «الاتحاد الوطني الكردستاني» بزعامة الرئيس جلال طالباني و «الحزب الديموقراطي الكردستاني» بزعامة مسعود بارزاني وممثلين عن «الجبهة التركمانية». وكان ضابط من شرطة كركوك أكد أن «المهاجمين دخلوا بالقوة الى منزل يوسف سابا وهو موظف في شركة نفط الشمال، يسكن جنوبالمدينة وأطلقوا النار، ما أدى إلى مقتل أحد أبنائه واصابة يوسف وابنه ثامر». وبعد دقائق، اغتال مسلحون آخرون في منزل بحي الدوميز سوزان ونينا طلو داوود، مستخدمين أسلحة رشاشة قبل أن يطعنوا الضحيتين بالسكاكين. وأكد ساكو أن «هدف القتل هو خلق الفوضى في كركوك التي كانت آمنة نوعاً ما قبل ذلك (...) فالتدهور الأمني مرتبط بالوضع السياسي». وناشد السياسين بذل الجهود لتحسين الأوضاع «عليهم اليوم مسؤولية كبيرة من أجل العراق والعراقيين». كما طالب الحكومة والقوات الأميركية ببسط الأمن، قائلاً إن «على الحكومة مسؤولية حماية جميع العراقيين وبينهم المسيحيون. كما تتحمل القوات الأميركية مسؤولية حماية الحدود. كما تقع عليها مسؤولية تعزيز قوات الأمن وتسليحها». من جهته، قال محافظ كركوك عبدالرحمن مصطفى إن «هدف الجماعات الارهابية هو خلق فتنة بين قوميات كركوك للعمل على تأجيج الوضع، لكننا لن نسمح بذلك ومن ارتكبوا هذه الاعمال الارهابية جبناء خائبون». بدورها، استنكرت «الجبهة التركمانية العراقية» الاعتداءات، مؤكدة «ادانتنا هذه الاعمال الارهابية في حق فئة وطنية مسالمة من أبناء شعبنا العراقي». وطالبت «الحكومة المركزية والسلطات المحلية بتوفير الحماية للمسيحيين». وحذر ساركو من هجرة المسيحيين قائلاً إنهم «متخوفون وقلقون، وقد يندفعون نحو الهجرة بسبب الرعب». وأكد أن الكنيسة «تعمل على توعيتهم واعادة الثقة اليهم كي لا يرحلوا كونهم جزءاً أساسياً وحيوياً في العراق». بدوره، كشف قائد شرطة كركوك اللواء تورهان يوسف «اعتقال سبعة يشتبه بتورطهم في قتل المسيحين الثلاثة». وقال رامي حنا الذي قُتلت أمه وزوجته فيما كان يجهش بالبكاء أمام الجثامين: «قتلوا أمي وزوجتي التي كانت حاملاً (...) تزوجتها منذ أكثر من عام». وتساءل وهو يلطم رأسه: «لا أعمل مع الأميركيين ولا مع قوات الأمن، فلماذا قتلوهما؟». ورأى وسام الذي فقد ابن عمه باسل: «لم يعد أمامنا خيار سوى الرحيل لأننا مستهدفين في شكل مستمر». وأضاف بألم: «نحن ضحية أجندات سياسية تقتل وتهجر وتفتك ببلدنا». وكان عدد المسيحيين في العراق قبل الاجتياح الاميركي للبلاد في آذار (مارس) عام 2003 يقدر بحوالي 800 ألف شخص. ومنذ ذلك الحين، غادر حوالى 250 ألفاً منهم البلاد هرباً من أعمال العنف. كما تتعرض كنائس المسيحيين في العراق باستمرار لاعتداءات، ما أرغم عشرات الآلاف منهم على الفرار الى الخارج أو اللجوء الى سهل نينوى واقليم كردستان العراق. ويشكل الكلدان غالبية المسييحيين العراقيين يليهم السريان والآشوريون.