أُطلق أمس 16 عاملاً تركياً وعادوا في صحة بعد حوالى شهر على خطفهم في العراق، على ما أكد رئيس الوزراء التركي أحمد داود أغلو. والعمال المفرج عنهم من بين 18 تركياً يعملون لدى شركة «نورول» التركية، خُطفوا في الثاني من أيلول (سبتمبر) من مدينة الصدر، شرق بغداد، حيث تبني الشركة ملعباً لكرة القدم. وتم تحرير الاثنين الآخرين قبل أسبوعين. وكتب داود أوغلو على حسابه على «تويتر»: «سفيرنا في بغداد استقبل للتوّ العمال ال16، وتكلمت الى بعضهم هاتفياً». وأضاف: «الحمد لله، إنهم بخير ويستعدون للعودة في أقرب وقت ممكن». وقال السفير: «في إمكاني تأكيد إطلاقهم، على بعد حوالى 60 كيلومتراً الى الجنوب من بغداد، على الطريق المؤدي الى كربلاء» الواقعة على بعد 100 كيلومتر جنوب العاصمة. وأضاف: «إنهم الآن في سيارات السفارة، ومن المحتمل أن تطرح السلطات العراقية عليهم بعض الأسئلة، ونأمل بأن نأخذهم الليلة أو غداً الى تركيا». ونشرت مجموعة مسلّحة تطلق على نفسها اسم «فرق الموت»، شريطاً مصوراً في وقت سابق، تبنّت فيه الخطف وتضمّن مطالب موجّهة الى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، منها وقف حصار القرى الشيعية في شمال سورية، ومنع تدفق المسلحين الى العراق، ووقف مرور النفط المصدر من إقليم كردستان الشمالي، عبر الأراضي التركية. وتعرّض عشرات الأتراك للخطف في العراق خلال الأشهر ال18 الماضية على يد «داعش»، إثر سيطرته على مساحات واسعة في شمال العراق وغربه في حزيران (يونيو) 2014، وأُطلقوا بعد أشهر. لكن مدينة الصدر، ذات الغالبية الشيعية، حيث اختطف هؤلاء العمال، تعد من أهم معاقل الفصائل التي تقاتل التنظيم. وخاضت قوات أمنية عراقية بداية الشهر الماضي، اشتباكات مع أحد الفصائل المدعومة من إيران، لدى محاولتها تفتيش أحد المواقع الذي كان يحتمل وجود شخص فيه مرتبط بعملية الخطف. وتم تحرير اثنين بعد أسبوعين من اختطافهما، وكان متوقعاً إطلاق ال16 بعد أن بثّت الجماعة المسؤولة عن الخطف شريطاً مصوراً ذكرت فيه أنه تمت الاستجابة لمطالبها في 27 أيلول. وكان أحد العاملين الذين أطلقوا في البصرة قبل أسبوعين، يعاني من مشكلات صحية. ويبدو أن عملية الخطف الأخيرة التي اكتست بعداً سياسياً، خُططت بأيادي محترفين جنائياً. وأشار السفير التركي الى أن العمال كانوا محتجزين في منطقة قرب مدينة بغداد. ولفت الى أنه «قد تم نقلهم الى أربعة مواقع مختلفة، كلّها كانت في العاصمة». ويبدو أن أحد الشروط الثلاثة التي وضعها الخاطفون تحقّق مع التوصل الأسبوع الماضي، الى هدنة في منطقة فيها قوة تابعة للنظام السوري مدعومة من قوات «حزب الله» اللبناني، تخوض معارك ضد المتمردين. وينصّ الاتفاق على إخلاء بلدتي الفوعة وكفريا الشيعيتين في محافظة إدلب. لكن السفير لم يوضح الجهود المبذولة التي أدت الى إطلاق العمال.