يشعر الشاب يحيى القرني بسعادة غامرة، بعد أن تمكن من تحقيق حلم والدته في أداء مناسك الحج، على رغم كل الصعوبات التي واجهتهما منذ تنقلهما من نجران إلى مكةالمكرمة. وساهم كونهما من أسرة جندي مرابط في «عاصفة الحزم» في تجاوز هذه العقبات. وروى القرني (21 سنة) ل«الحياة»، بعض أحداث الرحلة، قائلاً: «كان لدى والدتي رغبة في أداء الحج هذا العام، ولكن بسبب أحداث «عاصفة الحزم» وذهاب الوالد لتأدية واجب حماية الدين والوطن، أحست الوالدة بشيء من الضيق، ولوجود الوالد على جبهات الدفاع فلن تستطيع تحقيق حلمها، فقررت، وبعد مشاورة مع خالتي وابن خالتي، القيام برحلة الحج». وكانت البداية من البحث عن حملة تكون على قدر يناسب إمكاناته «المتواضعة»، إذ سجل في حملة بمبلغ 7 آلاف ريال لفردين، بيد أن هذا المبلغ كان أكبر من مدخراته. وأضاف: «كنت مصمماً على إكمال ما بدأته، ويسر لي الله جمع 9 آلاف ريال، وكان لزوج خالتي الفضل في تأمين سيارة تقلنا إلى مكةالمكرمة، وعند وصولنا إليها صباح يوم التروية توجهنا إلى مشعر منى في مخيمات الحملة، لكن خدمتها لم تكن على المستوى المأمول، فتوجهنا إلى حملة وزارة الدفاع، وما أن أبلغتهم أن والدي من المرابطين في «الحد الجنوبي»، حتى تم الترحيب بنا، وإنزالنا في مخيمات وزارة الدفاع». وتسلمت والدة يحيى الحاجة فاطمة آل يسر، دفة الحديث وقالت ل«الحياة»: «كنت أتمنى الحج هذا العام، لكن أحداث «عاصفة الحزم»، وتشرف زوجي بالمرابطة ضمن القوات المشاركة في الدفاع عن الدين والوطن، كاد يحرمني من الحج، فحزَّ في نفسي البوح بهذه الأمنية، تقديراً لظروف الجبهة وعمل زوجي، إلا أن ابني سمع هذه الأمنية، وسعى في تحقيقها لي من دون علمي». وأضاف آل يسر: «أخبرني قبل بداية موسم الحج أن هناك هدية سيقدمها لي، وجالت كل التوقعات في ذهني، إلا أن تكون «حجةً»، لمعرفتي بمقدرته المالية، وكلفة الحج أكبر من مقدرته. لكنه فاجأني بورقة الحملة، وفيها تصريح الحج، ولفترة لم أصدق ما يقول. وكنت أقلب الورقة، لأتأكد من أنه واقع، وكان داخلي مزيج من الإحساس بين الفرح والبكاء، وعند الوصول إلى المخيمات في مشعر منى، أبلغنا منسوبو الحملة أن الوصول إلى مشعر عرفات سيكون ظهراً، وكنت أتمنى أن أكون في مشعر عرفات من بزوغ الفجر، فتوجهنا إلى حملة وزارة الدفاع، التي حققت لنا ذلك، وكنا من الصباح في عرفات». وعن واقع الحياة في نجران، قال يحيى: «قذائف في النهار، وأعراس في الليل، ولم تؤثر العاصفة في حياة الناس اليومية، لكن كان هناك اختلاف في بداية العاصفة، من عدم وجود الأب، لكن الأمور طبيعية الآن». أما الرقيب في الجيش السعودي عادل القرني، وآل يحيى وزوج فاطمة، فقال: «تفاجأت من موقف ولدي، الذي قام بعمل عظيم في بره بوالدته وأبيه». يحيى يطبع قبلة على رأس والدته. (&)