سجلت عودة أحمد الفريدي لتدريبات فريقه النصر أهم الإيجابيات في الفريق الذي يعاني اعتلالاً فنياً منذ انطلاقة استحقاقات الموسم الحالي، إذ خسر بسببها مواجهة «السوبر» وأتبعها بفقدان أربع نقاط في مسابقة دوري المحترفين السعودي، التي يملك «فارس نجد» لقبها في آخر نسختين. وتأتي فرحة أنصار الأصفر بعودة «الفيلسوف الصغير» المولود في 29 كانون الثاني (يناير) 1988 كونها تعلم بأنه آخر النجوم الذين قدّمت لهم الكرة واجب الولاء والطاعة احتراماً لموهبتهم وتقديراً لما قدّم لها من حب بكل أحاسيسه وفنه المباح بموجب شرعية أساطير كرة القدم، الذي يأتي الفريدي في مقدمهم منذ وطأت قدماه ملاعب نادي الأنصار في المدينةالمنورة، الذي تشرّف برعاية هذه الموهبة التي وصلت إلى قمة عالم النجومية والإبهار المقترن بالأخلاق حتى أضحى مضرب مثل لكل لاعب يريد التميز في عالم المستديرة. وأصيب الفريدي بقطع في الرباط الصليبي لركبته اليسرى في الثامن من نيسان (أبريل) الماضي خلال مواجهة فريقه النصر أمام بيروزي الإيراني لحساب الجولة الرابعة من دوري أبطال آسيا، وشهدت تلك المباراة سخطاً من الشارع الرياضي السعودي تجاه الحكم الصيني نيغ ما بعد الأحداث الدراماتيكية وتسببه في خسارة أول سفير للقارة الصفراء في مونديال أندية العالم على ملعب أزادي في طهران. ولم يحتاج الفريدي إلى وقت كبير في التأقلم مع فريقه النصر، بعد انتقاله من «العميد» السعودي الاتحاد كونه وبحسب حديثه وجد البيئة الصحية التي أسهمت في إعادة نجوميته قبل أن تتدخل لعنة الإصابات في حرمان النصر وعشاق الكرة من خدمات لاعب شهد له الجميع بأنه أمهر لاعبي خط الوسط وأفضل من يتعامل مع الكرة ويطوعها، كما فعل في هدفه أمام العروبة الذي استحوذ على أكبر مشاهدة في شبكات التواصل الاجتماعي، قبل أن يأتي بهدف خرافي آخر أمام فريق السيلية القطري خلال لقاء ودي، قال عنه حارس السيلية غوميس جريجورى بأنه هدف لا يسجله إلا الكبار فقط: «لم أشاهد في الملاعب العربية لاعب بهذه المهارة والتعامل المذهل مع الكرة، إنه لاعب كبير، وسأحرص على متابعته في الدوري السعودي». وبالتأكيد عودة «الفيلسوف الصغير» أفرحت الخصوم قبل المناصرين كونهم يدركون بأن اختفاء مثل هذه الموهبة من الملاعب تأتي ضمن الخسائر المتوالية التي تعاني منها الكرة السعودية منذ عقود. وتنقّل الفريدي بين ثلاث عواصم أوروبية بحثاً عن الجاهزية الطبية، كونه يدرك بأن برنامج التأهيل الطبي هو الأهم بعد الجراحة، فبعد أن أجرى الجراحة على يد الدكتور البريطاني لافال بقى الفريدي في لندن قبل أن يدخل في معسكر آخر في باريس ثم اختتم برنامجه في لشبونة التي منحت اللاعب المهاري الضوء الأخضر للعودة من جديد إلى ملامسة معشوقته التي حزن عشاقها من غياب عازف سيمفونية الإبداع، حتى أنها أعلنت الحداد حتى عودة فارسها الأول.