تلقت أسهم شركات تجارة السلع الأولية ضربة قوية وتقدمت إحدى شركات الشحن اليابانية بطلب لإشهار إفلاسها أمس في أحدث مؤشرات على أن تهاوي أسعار الطاقة والمواد الخام يفجر أزمة تضرب القطاع بالكامل. وهبطت أسهم عملاق التعدين والتجارة «غلينكور» المدرجة في لندن 30 في المئة أول من أمس مسجلة مستويات قياسية من الهبوط بينما هوت أسهم الشركة المدرجة في بورصة هونغ كونغ 27 في المئة وسط تنامي مخاوف المستثمرين في شأن مستوى ديون الشركة. لكن سهم «غلينكور» تمكن من التعافي قليلاً عند فتح أسواق أوروبا أمس وصعد سبعة في المئة. ويأتي الهبوط الحاد في أسعار السلع الأولية في صميم التقلبات العاتية. ومن بين هذه السلع الأولية النفط الذي هوى بنحو 60 في المئة منذ حزيران (يونيو) العام الماضي والفحم الحراري الذي هبط أكثر من 60 في المئة عن أعلى مستوى بلغه في 2011 وأسعار الحديد الخام التي نزلت 70 في المئة عن آخر مستوى مرتفع بلغته في 2010 كما أن النحاس بات قرب أدنى مستوى له في ست سنوات. وكان جزء كبير من السبب في هبوط أسعار الطاقة والسلع الأولية هو زيادة الإنتاج التي تلت الاستثمار الكثيف في الأصول وقت كانت الأسعار مرتفعة إلا أن هذه الزيادة قابلها تباطؤ في الطلب في آسيا، إذ ينمو الاقتصاد الصيني بأقل وتيرة منذ عقود ما أدى إلى زيادة التباين بين العرض والطلب. وطاولت الأزمة قطاع الشحن فتقدمت شركة «دايتشي تشو كيسين كايشا» المتخصصة في تجارة السلع الجافة بطلب للحصول على حماية من دائنيها أمس بعدما تكبدت خسائر للسنة الرابعة على التوالي بسبب تراجع الطلب الصيني على الحديد الخام والفحم. وهبطت أسهم شركات الشحن اليابانية الكبرى بسبب هذه الأخبار، وساعد كل ذلك على هبوط مؤشر «نيكاي» القياسي لأسهم الشركات اليابانية الكبرى 3.2 في المئة. وانخفض مؤشر «هانغ سينغ» القياسي للاسهم في هونغ كونغ 3.8 في المئة إلى 20379.05 نقطة وهو أدنى مستوى له منذ تموز (يوليو) 2013. وتراجع مؤشر «سي إس آي 300» للاسهم الصينية ومؤشر شنغهاي المجمع 1.8 في المئة لكل منهما إلى 3181.50 نقطة و3043.84 نقطة. ونزل مؤشر «يوروفرست 300» لأهم الأسهم الأوروبية 1.1 في المئة ومؤشر «يورو ستوكس 50» للاسهم القيادية في منطقة اليورو 1.6 في المئة ليواصلا خسائر أول من أمس التي تجاوزت اثنين في المئة لكل من المؤشرين. وتراجع مؤشر «كاك 40» الفرنسي واحداً في المئة و «فايننشال تايمز» البريطاني 0.5 في المئة و «داكس» الألماني 1.5 في المئة في مستهل التداولات. وأنهت الأسهم الأميركية تعاملات أول من أمس على تراجع حاد واتجهت لتسجيل أسوأ أداء فصلي لها في أربع سنوات وسط قلق المستثمرين في شأن سلامة الاقتصاد الصيني والتأثيرات المحتملة لرفع أسعار الفائدة الأميركية. وانخفض مؤشر «داو جونز الصناعي» 312.78 نقطة توازي 1.92 في المئة إلى 16001.89 نقطة. إلى ذلك، تراجعت أسعار البلاتين دون 900 دولار للأونصة للمرة الأولى منذ كانون الثاني (يناير) 2009، نتيجة مخاوف من تسبب فضيحة الانبعاثات لشركة «فولكسفاغن» في تقليص الطلب من شركات صناعة السيارات والاعتقاد بوجود تخمة في المعروض في السوق. وتضرّر البلاتين من مخاوف من أن الفضيحة قد تقلّص الطلب على سيارات الديزل، الذي يستخدم في أجهزة تنقية العادم. وتراجع البلاتين 1.3 في المئة إلى 904.30 دولار للأونصة، بعدما سجل 894 دولاراً، ويتجه نحو تسجيل الخسارة الشهرية الأكبر منذ العام 2011 خلال الشهر الجاري. وقبل فضيحة «فولكسفاغن» تضرّر البلاتين من زيادة الإمدادات بعد إضراب استمر خمسة أشهر العام الماضي في جنوب أفريقيا، المنتج الرئيس، فضلاً عن ضعف الطلب على الحلي في الصين. وتراجع سعر الذهب الفوري 0.6 في المئة إلى 1125.33 دولار للأونصة، وهبط في العقود الآجلة في الولاياتالمتحدة 6.50 دولار إلى 1125.20 دولار. ويتعرض الذهب لضغوط بفعل حال عدم اليقين في شأن موعد رفع مجلس الاحتياط الفيديرالي الأميركي أسعار الفائدة للمرة الأولى منذ 10 سنوات. وتراجع سعر الفضة 0.1 في المئة إلى 14.52 دولار للأونصة، بينما ارتفع البلاديوم 0.4 في المئة إلى 641.25 دولار.