ترأس رئيسا الحكومتين الليبية البغدادي المحمودي والسورية محمد عطري مساء السبت في طرابلس أعمال اللجنة العليا المشتركة بين بلديهما والمكرسة لدفع خطوات التعاون الاقتصادي ومضاعفة حجم التبادل التجاري بين الجانبين. ويتزامن إنعقاد هذه اللجنة مع الترتيبات التي تجريها ليبيا لإنعقاد القمة العربية على أراضيها في أواخر شهر مارس القادم. ويرى مراقبون أن الجانبين الليبي والسوري قد يتطرقان خلال أعمال هذه اللجنة إلى تنسيق مواقف بلديهما حيال القضايا المعروضة على جدول القمة المرتقبة وخاصة أن وتيرة الاتصالات بين البلدين قد أرتفعت مؤخرا وشهدت ليبيا زيارات ولقاءات ورسائل سورية حول ما يمكن أن تخرج به القمة العربية من قرارات. وكان الرئيس السوري بشار الأسد ونائبه فاروق الشرع ووزير خارجيته وليد المعلم والمستشارة بثينة شعبان ورئيس البرلمان محمود الأبرش ونائب وزير الخارجية فيصل المقداد جميعهم زاروا ليبيا خلال ثلاثة أشهر. ومن المقرر أن تشهد الإجتماعات بين الجانبين يوم غد التوقيع على عدد من الإتفاقيات ومذكرات التفاهم لتعزيز آفاق التعاون بينهما بما يكفل تسهيل انسياب السلع والبضائع بين البلدين وتوسيع حجم التبادل التجاري بينهما. وقد تشمل هذه الاتفاقات تعزيز التعاون في المجالات المصرفية والمالية والنقل البحري والبري ،وترويج الصادرات ،وحماية الملكية إضافة إلى التعاون في المجال الثقافي والتربوي والتعليمي وتشجيع السياحة والحفاظ على البيئة. يشار إلى أن أعمال هذه اللجنة تتركز على محاولة دفع خطوات التعاون الاقتصادي بين البلدين ومضاعفة حجم التبادل التجاري وإيجاد آفاق ومجالات جديدة لهما في إطار عملية التكامل في المجالات المصرفية والمالية والنقل البحري والبري وترويج الصادرات وحماية الملكية. كما تبحث اللجنة كذلك التعاون في المجال الثقافي والتربوي والتعليمي وتشجيع السياحة والحفاظ على البيئة وتنمية الموارد البشرية بما يؤسس لرؤى مشتركة تعزز التعاون الثنائي بين البلدين إضافة إلى تفعيل دور رجال الأعمال لبناء الشراكات الاستثمارية والمشروعات التنموية في البلدين. يذكر أن ليبيا وسوريا مرتبطتان منذ العام 2007 ب 21 اتفاقا ومذكرة تفاهم وبرنامج تنفيذي في مجالات التعاون الجمركي والضريبي والسياحي والتعليمي والأمني والقضائي وغيرها. وعلى هامش اعمال هذه اللجنة عقد رجال الأعمال الليبيين والسوريين ملتقاهم لبحث تطوير مجالات التعاون وزيادة حجم التبادل التجاري والإستثماري بين البلدين. ودعا محمد الحويج وزير الصناعة والإقتصاد والتجارة رجال الأعمال في البلدين إلى خلق تواصل مستمر بينهم من أجل زيادة حجم التبادل التجاري والإقتصادي والإستثماري . مبرزا التشريعات التي أصدرتها ليبيا بشأن تشجيع الإستثمار والتي أكد بأنها توفر الضمانات التي يحتاجها المستثمر من أجل تنفيذ مشاريع إستثمارية مشتركة. بدوره أكد وزير المالية السوري الدكتور محمد الحسين حرص بلاده على توفير كافة التسهيلات أمام رجال الأعمال الليبيين لإقامة مختلف المشروعات الإستثمارية المشتركة في سوريا. وقال الحسين " نحن ننتظر من الجانب الليبي العمل سويا " . داعيا رجال الأعمال الليبيين لزيارة سوريا للأطلاع على امكانيات التعاون والعمل على أنشاء شركات مشتركة في مختلف المجالات الإستثمارية .