عندما يُثني أحد من الناس على حاكم ما أو أمير أو غني أو مسؤول كبير سرعان ما يُتهم بالمداهنة والتزلف، لماذا؟ وذلك لسببين اثنين: أولهما، مرض القلوب ولو أن قلوبهم سليمة ما ظنوا إلا الخير ولِما عشش في قلوبهم سوء الظن حتى غاب عنهم الحق، والثاني عدم معرفتهم بدينهم وأوامر ربهم، إذ يتوعد نبينا صلى الله عليه وسلم «لا يشكر الله من لا يشكر الناس»، ومن يظن انه سيأتي حكم في الأرض مثل خلافة الصديق أبو بكر «رضي الله عنه» فهو يعيش في خيال ووهم، فلا تحلموا أيها المغالون المتشددون، ولا تخلطوا الأمور، بعودة الجيل الأول من الصحابة إلا في علامات الساعة الكبرى. عندما نثني على السعودية فلا نريد شيئاً من حطام الدنيا، ولكن نثني عليها ونتعاون معها وندعو لأهلها بالخير والسداد والتوفيق، استجابة لأوامر ربنا لنا على لسان رسوله «صلى الله عليه وسلم» التي لا تُعد ولا تُحصى، بطاعة ولاة الأمر وعدم الخروج عليهم بأي صورة كانت، فكيف بمن يأمروننا بالصلاة ويعاقبون من يتخلف عنها؟ وكيف بمن يجعل دستوره القرآن الكريم، شرعه ومنهجه العقيدة السليمة؟ قال «صلى الله عليه وسلم»: «أتدري يا معاذ ما حق الله على العباد وما حق العباد على الله؟ قال الله ورسوله أعلم، قال، حق الله على العباد أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئاً، وحق العباد على الله إن هم فعلوا ذلك ألا يعذبهم»، وفي رواية «أن يدخلهم الجنة»، هل فَقِه هؤلاء الضالون، أصحاب الفكر المنحرف، هذا الحديث وأمثاله من الأحاديث الصحيحة والواضحة وضوح الشمس في رابعة النهار؟ أم هم حاموا حول الحمى بالنيلِ من ولاة الأمر من الحكام والعلماء؟ نقول لهم ما هكذا تُورد الإبل يا مساكين، فأنتم مساكين في عدم معرفتكم الصحيحة بدينكم، لأنكم لم تطلبوا العلم الشرعي من أهله بل تلقنتموه من مشايخكم أذناب الخوارج أمثال ابن لادن والظواهري وغيرهما، يا أيها المساكين عندما تنفون العلم عن العلماء الربانيين فإنكم تطعنون في رب العزة والجلالة من حيث تدرون أو لا تدرون، لأنكم كذبتم المولى في علاه على لسان حالكم، إذ يقول تعالى (فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون). وإن جعلتم أهل الذكر من الخوارج، فأين نجد شيوخكم حتى نسألهم، وكيف نصل إليهم؟ أهم في جبال أفغانستان، أم في وديان باكستان، علماً بأنه في اعتقادي أنهم لا يحسنون حتى صفة الصلاة على النبي «صلى الله عليه وسلم». أيها المساكين، أنتم تعيشون في خيال، لذا فإن ثمرتكم أيضاً لا تثمر إلا خيالاً، أرجعوا إلى دينكم أولى لكم وأحسن وإلا ستندمون يوم لا ينفع الندم، فكلنا يشرب منه، وعند المحادثة التي جرت بين الأمير محمد بن نايف مع هذا الضال الذي حاول اغتياله بتفجير نفسه عند مقابلة الأمير محمد له في قصره، قال له الأمير محمد بن نايف: نحن مقصرون، أو حول هذا المعنى، وهذا دين المسلم يعترف بالتقصير، ومن فينا لم يقصر إلا نبينا عليه الصلاة والسلام، وعندما أثنى على أبو بكر الصديق «رضي الله عنه» وهو الخليفة الأول، بكى رضي الله عنه وقال قولته المشهورة «اللهم أغفر عما لا يعلمون واجعلني خيراً مما يظنون»، هذا هو صاحب النبي «صلى الله عليه وسلم» اعترف بالتقصير، وأنتم تعيشون في ضلال وتقصير، لو أن شيخكم له ذرة عقل كان أولى له الغيرة في دين الله لضلال كثير من الناس في العقيدة التي هي أصل الدين ومن أجلها خلق الله الجن والإنس، وقام ولاة الأمر في السعودية - على رأسهم الملك عبدالله بن عبدالعزيز - بتشييد معاهد ومراكز إسلامية في الدول الإسلامية وغيرها لتصحيح عقائد المسلمين، ولكن كما يقال فاقد الشيء لا يعطيه، ولأنكم مساكين في دينكم ولا تعرفون فضل الدعوة إلى العقيدة الصحيحة، الذي جعلكم تعيشون خيالاً في خيال ولم ولن تصلوا إلى بغيتكم المزعومة «الدولة الإسلامية أو تحرير القدس». ماذا يريد هؤلاء المتشددون الضالون من السعودية؟ هل سألتم أنفسكم أيها العقلاء هذا السؤال؟ الإجابة لا يريدون منها سوى ترك العقيدة الصحيحة التي ينتهجها بلد الحرمين الشريفين، لكن هيهات هيهات لهم ذلك مادمتم على يقظة واهتمام، ومادام ولاة أمركم متمسكين ومصرين عليها، لذا يجب عليكم جميعاً، خصوصاً أصحاب المنابر وأئمة المساجد، بأن تردوا شبهات هؤلاء المرضى المنحرفين في دينهم، واصلوا المنهج القويم وبيّنوا مكانة الحكام والعلماء وفضلهم والدعاء لهم والتعاون معهم، والبراءة ممن يعاديهم، وأيضاً بينوا فضل الأمن والاستقرار حتى يعرف الناس النعم التي يتنعمون فيها، تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين، لأننا جميعاً سوف نسأل عن النعيم الذي نتمرغ وننعم به. [email protected]