أعلنت السعودية أمس انها سددت كامل مبلغ البليون دولار الى اليمن، لتكون أول دولة تفي بكامل تعهدها لمصلحة التنمية اليمنية، في وقت انتقد نائب رئيس الوزراء اليمني عبدالكريم الأرحبي، خلال اجتماعات المانحين في الرياض التي تستغرق يومين «بيروقراطية دول مانحة، لا تتدفق تعهداتها إلا بعد وقت طويل». وأعلن نائب الرئيس العضو المنتدب للصندوق السعودي للتنمية يوسف البسام، أن بلاده خصصت كامل التزامها في مؤتمر المانحين في لندن، وأن الصندوق وقع في الفترة الماضية 9 اتفاقات تمويل عدد من المشاريع بقيمة 642 مليون دولار. كما وقع الجانبان السعودي واليمني، على هامش اجتماع التنسيق المشترك، 4 اتفاقات بقيمة 115 مليون دولار لتمويل مشروع للطاقة ومشروع لبرنامج المياه والصرف الصحي ومشروع بناء مستشفى الحديدة وتجهيز ورش ومختبرات لكليتي الهندسة والتربية في جامعة تعز. وأوضح المسؤول السعودي أن الرياض أتمت تخصيص مبالغ ل6 مشاريع أخرى، لم يسمها، لتكون بذلك أنهت تعهداتها كاملة. وقال نائب رئيس الوزراء اليمني عبد الكريم الارحبي «ان هناك من يحاول الربط بين بطء تخصيص الأموال لمشاريع التنمية في اليمن، وطريقة إدارة حكومة الرئيس علي صالح لتلك الأموال. واضاف «أن هناك بعض الإجراءات البيروقراطية الطويلة التي تعوق استخدام هذه الموارد من بعض المانحين». وقال الأرحبي، الذي تراس وفد بلاده الى اجتماعات الرياض «الموضوع الذي نحن بصدده هو استعراض مدى التقدم في استخدام تعهدات المانحين التي قطعوها على أنفسهم في مؤتمر لندن عام 2006، والهدف منه هو التوافق على أسباب بطء استخدام هذه الموارد، وبحث البدائل المختلفة للتسريع بعملية الاستفادة منها». واشار الى أن حكومته قدمت اقتراحات محددة وواضحة من الممكن أن تساعد إلى حد كبير في استخدام هذه الموارد، لتمويل المشاريع الواردة في البرنامج الاستثماري للخطة الخمسية الثالثة التي عرضت في لندن في ذلك الوقت. ولفت إلى أن بلاده «على قناعة تامة بأن اندماج اليمن في إطار مجلس التعاون الخليجي وتوطيد علاقات الشراكة التنموية مع مجتمع المانحين، يمثلان أهم السبل لمواجهة تلك التحديات». في موازاة ذلك، أكد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية السعودي الأمير نايف بن عبدالعزيز أن المملكة واليمن تعملان بجهود مشتركة للرفع من مستوى الأمن على الخط الحدودي بين البلدين. وقال في تصريح صحافي عقب وصول رئيس الحكومة اليمني الدكتور علي مجور إلى الرياض أمس: «إن التعاون الأمني بين الأجهزة الأمنية في البلدين في أفضل مستوياته، وأدى إلى نتائج إيجابية وطيبة، وسيكون له الأثر الأكبر في الحاضر والمستقبل». من جهته، قال مجور الذي قابل لاحقاً خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز ان الدورة ال 19 لمجلس التنسيق السعودي - اليمني أمامها جملة من المواضيع والاتفاقات وبروتوكولات التفاهم التي سيتم توقيعها. وأثنى على الإسهامات الكبيرة في مجالات التنمية لمجلس التنسيق السعودي – اليمني، وتحديداً في مجال التنمية البشرية، منوهاً بالعلاقات الوطيدة التي تجمع البلدين الشقيقين والمشاريع التي تمت بدعم من المملكة في مجالات التنمية البشرية. وفي صنعاء اعلن ان السلطات الأمنية شنت أمس حملة اعتقالات طاولت عناصر «الحراك الجنوبي» في أعقاب تظاهرات واحتجاجات حاشدة نظمتها في الضالع ولحج وأبين وحضرموت (جنوب البلاد) على رغم تحذيرات السلطات المحلية والتعزيزات الأمنية لقوات الأمن ودوريات الشرطة لمنع هذه التظاهرات التي أخذت طابعاً «انفصالياً» صرفاً، حين رفع خلالها المتظاهرون شعارات مناهضة للوحدة اليمنية تدعو الى تحرير الجنوب العربي وترفع الأعلام التشطيرية وتهدد بمواجهات مسلحة مع السلطات المحلية والأمنية . واستهدفت الاعتقالات عناصر «كتائب تحرير الجنوب العربي» التي أنشأها طارق الفضلي، وتقول السلطات أنها ميليشيا مسلحة تتولى عمليات قتل واعتداءات ضد عناصر الأمن والجيش والمواطنين من أبناء المحافظات الشمالية وتقطع الطرقات. وكانت السلطات المحلية في محافظة الضالع أعلنت حالة الطوارئ فجر أمس ونشرت المئات من قوات الأمن في مداخل ومخارج الطرقات والشوارع في الضالع لمنع المتظاهرين من دخول الضالع والمديريات التابعة لها غير أن الآلاف من المتظاهرين تمكنوا من تخطي الحواجز الأمنية ووصلوا إلى ساحة ملعب الصمود لإقامة مهرجان «الحراك» تزامناً مع انعقاد مؤتمر الرياض. وشهدت زنجبار عاصمة محافظة أبين أمس مهرجاناً حاشداً نظمه «الحراك الجنوبي» وجه فيه الفضلي كلمة دعا فيها الجنوبيين الى مواصلة النضال حتى تحرير الجنوب مما اسماه «الاحتلال اليمني» مبشراً ب»النصر القريب» مشدداً على التلاحم بين أبناء الجنوب مشيراً إلى أنه لا خلاف مع أبناء المحافظات الشمالية وإنما خلافنا مع النظام الحاكم. وكانت شبكة الهاتف والاتصالات (الخلوية) قطعت في معظم مناطق محافظات الضالع وأبين ولحج حتى ظهر أمس باستثناء بعض الشخصيات العسكرية والأمنية ومسؤولي السلطات المحلية.